لم يستثن عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية ورئيس الحكومة، قائد منطقة الدروة من انتقاداته اللاذعة التي وجهها أيضا لحزبي الأصالة والمعاصرة والاتحاد الاشتراكي المعارضين، كما تهكم بشكل صريح على ادريس لشكر، خلال الكلمة التي ألقاها في احتفالات فاتح ماي بمدينة الدارالبيضاء، التي نظمتها نقابة الاتحاد الوطني للشغل التابعة ل"البيجيدي"، في حي الفرح بدرب السلطان. رئيس الحكومة خاطب مباشرة قائد منطقة الدروة المتورط في قضية التحرش بامرأة متزوجة، احتجزته رفقة زوجها وصديقه في بيتها وهددوه بالسلاح الأبيض، قائلا: "راه حشومة تدخل لدار الراجل"، قبل أن يضيف: "أتساءل كيف يحاكم في حالة سراح وهو موجود في بيت امرأة متزوجة، بينما يتابع الزوج والزوجة"، في إشارة إلى مسؤول السلطة المحلية بمنطقة الدروة. بنكيران، الذي عبر عن ارتياحه للمكتسبات الاجتماعية التي منحها للطبقة العاملة خلال سلسلة اجتماعات الحوار الاجتماعي لهذا العام، استطرد قائلا: "أنا لا أريد التدخل في القضاء، لكن "بقا فيا الحال" لأنه تم حبس الرجل والزوجة متابعة، والقائد متابع في حالة سراح". وأضاف رئيس الحكومة، مخاطبا رجال السلطة العاملين في جهاز الداخلية: "رجال السلطة "ما خاصهومش يحكرو على المواطنين"، والمواطنون يجب أن يتعاملوا معهم كإخوة". كما حرص بنكيران، في معرض تطرقه لخلافه مع إلياس العماري، على ربط تحركات أمين عام الأصالة والمعاصرة ضد حزب العدالة والتنمية بجهات أجنبية، إذ تساءل أمين عام حزب العدالة والتنمية عما إذا كان كل من ضاحي خلفان، نائب رئيس شرطة دبي، والقيادي في حركة فتح محمد دحلان، وصهاينة، وراء تحركات إلياس العماري وحزب الأصالة والمعاصرة ضد الحزب الإسلامي. بنكيران الذي وصف حكومته ب"حكومة الإنقاذ التي فتحت ملفات شائكة لم تفتحها أي حكومة منذ 50 سنة!"، خاطب العماري قائلا: "أقول للمخلوضين، واش سخط عليكم الله أو شي صهيوني كيسوس ليكم أو شي خلفان أو دحلان؟"، وواصل: "أنت تعد المغاربة بالديكتاتورية، ونحن لن نتركك. أنت رجل المهمات المشبوهة". ادريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي، لم يسلم بدوره من انتقادات غريمه السياسي بنكيران، إذ تهكم عليه بشكل واضح أمام 800 شخص وقفوا أمام المنصة بشارع أبي شعيب، وفق مصدر أمني. وقال المسؤول الحكومي: "أحدهم قال إنه تنازل لنا في سنة 2011 حتى نتصدر نتائج الانتخابات التشريعية...طيب ما قوله في النتائج التي حققناها في 2015 خلال الانتخابات الجماعية؟". وأضاف رئيس الحكومة: "بم يفسر خسارته في البيضاء والرباط وتزنيت وأكادير؟"، قبل أن يصف ادريس لشكر ب"بوعو" الذي سيجهز على حزب الاتحاد الاشتراكي، وفق تعبيره. ومباشرة بعدما عدد بنكيران منجزات الحكومة في الشق الاجتماعي، برفع تعويضات التقاعد الدنيا إلى 1500 درهم، وتعويضات الأبناء التي قال إنه رفعها إلى 300 درهم للطفل الواحد، عاد المسؤول الحكومي إلى انتقاد العماري وخاطب الحاضرين: "شاركوا في الانتخابات القادمة بكثافة، لكن إياكم أن تصوتوا على حزب التحكم"، في إشارة إلى حزب الأصالة والمعاصرة.