تتجه الأنظار في كندا إلى مدينة فورت ماك ماري، بمحافظة ألبيرتا، والتي ارتفعت بها ألسنة النيران بشكل غير مسبوق بعد حرائق في الغابات المحيطة بالمنطقة. واحترق إلى حدود الآن حوالي 1600 منزل، فيما أمرت السلطات المحلية 88 ألف مواطن بإخلاء منازلهم، في الوقت الذي لازالت النيران تكتسح مزيدا من المساحات، والتي تقدر إلى حد الآن ب100 كيلومتر مربع. وحسب موقع راديو كندا، فإن الطريق رقم 63، جنوبالمدينة المنكوبة، عرفت اكتظاظا استثنائيا، إذ توقفت العديد من العربات بسبب فراغ خزاناتها من الوقود، فيما هرعت سيارات الشرطة إلى عين المكان لتقديم يد المساعدة للمواطنين العالقين. مطار المدينة، والذي تم إغلاقه في البداية في وجه الملاحة الواردة، مع الإبقاء على عمليات المغادرة، فقد تم إغلاقه كليا؛ أما العوامل المناخية، فتزيد الطين بلة، إذ ارتفعت قوة الرياح بعد ظهر الأربعاء، فيما تميز طقس المنطقة بحرارة لا تظهر مؤشرات على انخفاضها في المدى القريب. وزير الدفاع الكندي، ومحافظة ألبيرتا، وقعا اتفاقا لتوفير مزيد من الدعم لمساعدة فورت ماك ماري على إطفاء ألسنة اللهب. وتعهدت الحكومة الفيدرالية بتوفير جسر جوي لرجال الإطفاء، وتوفير مساعدات لوجيستية؛ في حين غادرت أولى فرق المساعدة قاعدة ترانتون بمحافظة أونتاريو، في اتجاه مكان الحريق. 80 في المائة من منازل منطقة بييكن هيل التهمتها ألسنة النيران. وحسب إحصاء 2015، فإن 2207 مواطنين كانوا يقطنون بالمنطقة ذاتها، التي تحولت إلى ركام محترق؛ بينما تمكنت عناصر القوة المدينة من إطفاء أغلب النيران، كما تم تأمين القناطر والبنايات العمومية من خطر الحريق. عناية خاصة أنيطت بالمستشفى المركزي للمدينة، والذي شهد ولادة 9 أطفال خلال الساعات الأخيرة، إذ تم إخلاؤهم من المرضى وكل الزوار على متن سيارات الإسعاف، فيما تم تكفلت المروحيات بنقل الحالات المستعجلة. وتعود الشرارات الأولى لهذا الحريق الضخم إلى ظهيرة يوم الأحد الماضي، إذ بدأت النيران تكتسح المناطق المجاورة، وهو ما دفع السلطات المحلية إلى إصدار أمر بالإفراغ مع حدود الساعة الخامسة والنصف. نقطة الانعطاف ستكون حينما قطعت النيران نهر أثاباسكا، وأخذت اتجاه مدينة فورت ماك ماري، حينها بدأت السلطات تستعد للأسوأ، فوصول النيران إلى خزانات البترول يعني حدوث كارثة بكل المقاييس. عشية يوم الثلاثاء سيتم إغلاق الطريق رقم 63، والتي تعتبر المنفذ الوحيد لمدينة فورت ماك ماري، بعد أن وصلتها ألسنة النيران؛ مما تسبب في حدوث اكتظاظ ضخم، ليتم فتحها من جديد في وجه حركة المرور مع حلول الظلام. وأشارت السلطات المحلية إلى أنه تم إخلاء عشرات الآلاف من السكان دون تسجيل أي إصابة خطيرة؛ فيما تم إيواء كل مرضى المستشفى المركزي في مكان آمن، في انتظار وصول طائرة بوينغ 737، والتي تم تخصيصها لنقلهم إلى أحد مستشفيات إدمونتون.