لم يكن الوزير المنتدب لدى وزير النقل والتجهيز واللوجستيك المكلف بالنقل، محمد نجيب بوليف، "نجيبا" بما فيه الكفاية وهو يختبئ وراء أزرار حاسوبه الشخصي بين الفينة والأخرى، ويختار كل يوم ثلاثاء من أجل توجيه مدفعيته الثقيلة إلى خصوم حزبه، يعطيهم دروسا في الأخلاق والمواعظ. وينزوي بوليف خلف شاشة حاسوبه ليقوم بالتنظير للأخلاق الواجب اتصافها في السياسيين والصحافيين، فيوزع التهم يمنة ويسرة، ويستثني إخوانه في حزب العدالة والتنمية، مقسما المشهد السياسي والحزبي إلى شياطين وملائكة، مثلما فعل الراحل بن لادن عندما تحدث عن فُسطاط للإيمان وآخر للكفر، أو لما قسم بوش العالم إلى محور للخير وثان للشر. ويحرص وزير النقل على دخول موقع "فيسبوك" ليرد على مخالفيه ومنتقدي أدائه الحكومي، ويضع بنفسه الأخبار والفيدوهات التي "توثق" لتحركاته وأنشطته الوزارية الاعتيادية، والتي لا يجد فيها المواطن شيئا يستحق التوثيق والإشهار، مادامت من صميم عمله الذي يتلقى عنه أجرا ضخما. ويرى منتقدو بوليف أنه عوض أن ينغمس الوزير الإسلامي في الموقع الأزرق إلى حد أذنيه، تارة يتحدث عن "التشرميل" السياسي، وتارة ينقط للأحزاب السياسية بالبلاد، ومرة ينصح الصحافيين بالتروي ويتهمهم بالكذب والمبالغة، كان الأجدر به أن يلتفت إلى واقع النقل بالبلاد، والحالة المزرية التي وصلتها حوادث السير المميتة، التي باتت تتفاقم يوما عن يوم.