يوما واحدا قبل انطلاق الدورة السادسة والتسعين لأحد أعرق المهرجانات الشعبية بالمغرب، وهو مهرجان "حب الملوك" بمدينة صفرو، الذي سينعقد بين 26 و29 ماي الجاري، أطلق عدد من تجار فاكهة الكرز صرخة استغاثة وتظلم مما اعتبروه "خسارة مالية طالت تجارتهم". واتهم عدد من تجار "حب الملوك" في حي باب المقام بصفرو، ضمن شكاية اطلعت عليها هسبريس، مسؤولين محليين بالتحايل عليهم، بعد أن أقدموا على كراء الفضاء الذي يتيح لهم بيع الكرز بمبلغ يصل إلى 4 آلاف درهم طيلة فترة المهرجان السنوي، فضلا عن مصاريف تجهيز المكان بمبلغ 8 آلاف درهم. وحسب تجار "حب الملوك" بصفرو، فإنهم واجهوا مشكلة عويصة تنذر بخسارة مالية ستجهز على تجارتهم؛ ذلك أن هذه الفاكهة لم تنضج بعد، وبحثوا عنها في أرجاء الإقليم دون أن يعثروا على حباتها، فلجؤوا إلى نواحي مراكش، لكنهم اصطدموا بسعرها المرتفع. وتبعا للمصدر ذاته، فإن "ثمن الكيلوغرام الواحد من فاكهة "حب الملوك" يصل إلى 60 درهما، وإذا ما تم احتساب تكاليف النقل وهامش الربح الهزيل، سيضطر التجار لبيعها بأزيد من 70 درهما للكيلوغرام الواحد، وهو ما لن يجد الإقبال لدى الزبناء، باعتبار القدرة الشرائية الضعيفة لسكان المنطقة وحتى السياح الوافدين". وقال أحد تجار "الكرز"، في تصريحات لهسبيرس، إن "عاصمة "حب الملوك" لا تتوفر على أدنى حبة منها، وهو ما أرغم الباعة على البحث عن الفاكهة في مناطق أخرى، لكن سعرها المرتفع هناك يجعل ثمن بيعها للمواطنين مرتفعا مقارنة عن السنوات السابقة". وأكمل التاجر ذاته حديثه بأن "كراء محلات لبيع حب الملوك بألف درهم لليوم الواحد، دون احتساب تكاليف التجهيز المختلفة، ودون التوفر على البضاعة المطلوبة التي يمكن تقديمها للزبناء بشروط الجودة العالية والثمن المناسب، وضع تجار الفاكهة في مأزق وموقف حرج". وأفاد المركز المغربي لحقوق الإنسان فرع صفرو، الذي تبنى ملف التجار المشتكين، بأن باعة فاكهة "حب الملوك" دخلوا في حوارات ماراطونية مع مسؤولي المجلس البلدي بصفرو، حول قضيتهم التي وصفتها الهيئة الحقوقية ب"المشروعة"، من أجل إيجاد حل لمشكلتهم دون نتائج ملموسة. وأوردت الجمعية الحقوقية، في بيان توصلت به هسبريس، أن محاولات تجار "حب الملوك" مع المجلس البلدي لصفرو بأن يمنحهم دعما ماليا أو ضمانات معقولة حتى لا تبور تجارتهم باءت بالفشل، بسبب ما أسماها المصدر "آذانا صماء، وتجاهلا وتسويفا غير مبرر من المجلس البلدي". في المقابل، أكد مصدر مسؤول من داخل المجلس البلدي بصفرو، في تصريح للجريدة، أن "الحوار مع تجار هذه الفاكهة جار ومتواصل ولم ينقطع أبدا، ومخرجات المفاوضات ستكون إيجابية"، مبرزا أن "المهرجان السنوي قائم وبرنامجه حافل بكل ما يمكن أن ينجح هذه التظاهرة". وسجل المركز الحقوقي مشكلة أخرى تضاف إلى ما سبق، وتتمثل في كون "تجار حب الملوك كانوا يسوقون بضاعتهم في سوق نموذجي بالقطعة الأرضية الكائنة بساحة المجلس التابعة لوزارة الأوقاف، لكن السلطات أزاحتهم منه، بحجة أن الأرض تم تخصيصها لتكون حديقة عمومية". وطالبت الهيئة ذاتها بحماية حقوق تجار فاكهة "حب الملوك"، وعدم تعريضهم إلى خسائر مادية، "نتيجة تدبير ارتجالي وغير معقلن للموسم السنوي للفاكهة بصفرو، وبرمجته قبل آجال نضجها بالإقليم"، داعية الجهات المركزية المعنية إلى إيفاد لجنة للتحقيق قبل افتتاح المهرجان.