اهتمت الصحف العربية ، الصادرة اليوم الخميس ، بتطورات القضية الفلسطينية والمفاوضات حول اليمن والأزمة السورية والوضع في ليبيا والمبادرة الفرنسية للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين والعلاقات المصرية الإماراتية. ففي مصر كتبت جريدة (الأهرام) في افتتاحيتها بعنوان "مصر والإمارات" أن مباحثات الرئيس عبد الفتاح السيسي، والشيخ محمد بن زايد، أمس، تعرضت للملفات المعقدة بالمنطقة، وعلى رأسها الأوضاع المتأزمة في سوريا والعراق وليبيا واليمن وطبعا قضية فلسطين التي هي قضية العرب الأولي. وقالت إنه بالنسبة للملف السوري، تتفق الدولتان على أن تلك الأزمة لا يمكن حلها بالاستمرار فى الصراع المسلح، بل لابد من الحل السياسي، مؤكدة أن ذلك لن يتحقق إلا بجلوس الأطراف معا على مائدة مفاوضات واحدة مهما يكن التضارب فى وجهات النظر. وأضافت الصحيفة أن الجميع تتبع التطورات المتلاحقة التى شهدتها قضية الشعب الفلسطيني، خلال الأسابيع القليلة الماضية، وما دعت إليه القاهرة من ضرورة إجراء المصالحة الفلسطينية حتى يمكن مواجهة إسرائيل بموقف فلسطينى موحد، مشيرة إلى أن دولة الإمارات العربية كانت وستظل مهتمة جدا بالملف الفلسطيني، ويهمها التشاور مع مصر حوله. أما جريدة (الأخبار) فكتبت في مقال تحت عنوان "نتنياهو والسلام" أنه ليست هناك مفاجأة في رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المبادرة الفرنسية، لعقد مؤتمر دولي لإعادة إطلاق عملية السلام المتعثرة في الشرق الأوسط بين الفلسطينيين وإسرائيل. وقالت إن الحقيقة والواقع يؤكدان افتقاد نتنياهو لأي رغبة في إحياء عملية السلام، بل الأكثر من ذلك أنه لا يريد وجود هذه العملية جملة أو تفصيلا، وبالتالي لم يكن متوقعا قبوله بالمساهمة في محاولة إعادة اطلاقها، أو المشاركة في محاولة بعث الحياة فيها من جديد. وأوضحت الصحيفة أن ذلك كان واضحا من خلال إصراره المستمر على عرقلة كل الجهود الإقليمية والدولية الساعية لانفراجة في عملية السلام المتأزمة، والتي وصلت بالفعل إلى طريق مسدود منذ ما قبل عام 2010 . وفي موضوع آخر كتبت جريدة (الشروق) بعنون "البديل الثالث حرب أهلية" أنه في وعي كل من الجمهور الإسرائيلي والعربي والمجتمع الدولي يسود افتراض أن الجانبين، الإسرائيلي والفلسطيني، يتجهان بالضرورة نحو الحسم بين احتمالين هما دولة واحدة، أو دولتان لشعبين. غير أن تحقيق أي منهما ، تضيف الصحيفة، لا يمكن أن يكون امتدادا طبيعيا للواقع، بحكم الاختلاف الجوهري والمبدئى بينهما وبين الواقع وأن تحقيق أي من الخيارين يستلزم استعدادا وطنيا بحجم أهمية إقامة دولة. وقالت إن تحقيق فكرة الدولتين يتطلب استعدادا وطنيا كثيف الموارد لمعالجة نتائج المحاولة التى بذلت على مدى 50 عاما لمحو الخط الأخضر وتغيير الواقع الديموغرافي في الضفة الغربية. و في قطر ،انصب اهتمام الصحف على المباحثات التي أجرها أمس الاربعاء أمير البلاد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني مع فايز السراج رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية، الذي يقوم حاليا بزيارة للدوحة ، إذ ذكرت صحيفة ( الوطن) في افتتاحيتها " بأن موقف دولة قطر من ليبيا، قد ظل دوما هو موقف المساند والتضامن العميق، خصوصا منذ أن جسدت ليبيا انتصارا شعبيا كبيرا خلال ثورات الربيع العربي". و بعد أن أشارت إلى أن الانظار ظلت تتبع التجربة الليبية بعد انتصار ثورتها الشعبية في عام 2011، وسط شعور بالقلق، بسبب ما شاب تطورات الأحداث الليبية ، من توترات أمنية واضطرابات سياسية، أكدت الصحيفة أنه بفضل الجهود الاقليمية والدولية المخلصة ، "عادت الآمال تعلو بإمكانية نهوض ليبيا من وهدة الخلافات، لتتحقق وتكتمل بذلك مقومات وأسس وشروط الاستقرار، وليتسنى سريعا تحقيق أغلى أهداف التنمية والنهضة التي يرنو اليها الشعب الليبي". من جهتها ، ترى صحيفة ( الراية) أنه من المهم أن تدرك الأطراف الليبية أن حل الأزمة مرهون بمدى استعداد جميع الأطراف لتقديم تنازلات من أجل التوافق الوطني وأن الدعم العربي والإقليمي والدولي للمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية يمثل مدخلا لحوار وطني لمناقشة الملفات الخلافية المتبقية خاصة وأن الحكومة قد بدأت في ممارسة أعبائها السياسية والتنفيذية وأن الجميع متفقون عليها باعتبار أنها تمثل الخيار الأمثل لصيانة وحماية وحدة الأراضي الليبية شعبا وترابا. وشددت الصحيفة في افتتاحيتها على ضرورة أن تدرك جميع الاطراف أهمية دعم المجلس الرئاسي وحكومة الوفاق الوطني "والتعامل معهما بقلب مفتوح من أجل طي ملف الصراع" ، مضيفة أن عليهم الإدراك " أن البديل لهذا المجلس هو تفتيت ليبيا وتقويض وحدتها وأمنها واستقرارها وهذا لا يجب السماح به". وفي البحرين، قالت صحيفة (الوطن) إنه اليوم في ظل التحديات والأوضاع الاقتصادية الحالية، تعتبر عملية "التأقلم" مطلوبة، بل هي أصلا مفروضة وليست خيارا مطروحا، مستطردة أنه رغم ذلك، لابد من العمل والعيون تتركز دائما على المواطن ومكتسباته، "إذ الخطير جدا اليوم، أن نصل لمرحلة نطلب فيها من المواطن أن يصحح مسارات يفترض بقطاعات الدولة ومسؤوليها أن يصححوها منذ زمن طويل، أو أن نفرض عليه أعباء تضاف إلى أعبائه الشخصية". وأبرزت الصحيفة تأكيد رئيس الوزراء على أن أبرز واجبات الدولة اليوم "صون مكتسبات الناس"، أي الحفاظ على المكاسب التي حققتها حركة التنمية في مملكة البحرين في ظل المشروع الإصلاحي لعاهلها، مشددة على أن أي خطط توضع وأي استراتيجيات ترسم، لابد وأن تضع تعزيز مكتسبات الناس على رأس أولوياتها، وإن لم تفعل وتسببت ب"انتقاص مكتسباتهم" فإنها لن تكون استراتيجيات ناجعة. وعلى صعيد آخر، أكدت صحيفة (أخبار الخليج) أنه من الضروري مساندة الجامعات البحرينية وتشجيعها ومعاملتها بأقصى ما يمكن من المرونة لكي يتزايد نشاطها وتتزايد حركتها ويزيد إسهامها في الدخل القومي. وبعد أن أبرزت الصحيفة إشادة رئيس الوزراء بالدور الذي تضطلع به الجامعات الوطنية في تطوير المجتمع وتنميته، وبما تشهده مسيرة التعليم الجامعي من مستوى متميز استطاع أن يجذب تعاون كبريات الجامعات، أكدت أن وجود جامعات متطورة في البحرين يشجع طلبة عديدين من مختلف أنحاء الخليج العربي والوطن العربي ككل على الدراسة بها، مما يشكل مصدرا للدخل والمساهمة المتزايدة في الدخل القومي لهذه الجامعات. وبالأردن، كتبت صحيفة (الرأي)، أن الاتفاق مع ليبرمان للعودة إلى الحكومة الإسرائيلية، أثار الاستغراب والشكوك، ليس داخل إسرائيل فحسب، أو داخل الأحزاب المنافسة، بل على المستوى الإقليمي والدولي أيضا، خاصة في هذه المرحلة الخطيرة التي تمر بها المنطقة على الصعيدين السياسي والأمني، وفي وقت يتم فيه طرح مبادرات سياسية لإحياء المفاوضات لإيجاد حلول سياسية للقضايا والأزمات الإقليمية. وأشارت إلى أن إسرائيل، بمجتمعها الذي تحرك بمجمله نحو اليمين، وبحكومتها الموسعة التي ستكون الأشد يمينية في تاريخ إسرائيل، لا تريد العودة إلى المفاوضات ولا تحقيق السلام، بل تراهن على الزمن لإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي بشروطها. واستطردت الصحيفة بالقول إن نتنياهو بخطواته وخياراته، يريد أن يتحصن خلف المتشددين بهدف قطع الطريق أمام المبادرة الفرنسية وعرقلة المبادرة المصرية سلفا، "لأن قادة إسرائيل يتطلعون بتفاؤل إلى تحقيق اختراق سياسي مجاني في العمق العربي في وقت قريب". ومن جهتها، تناولت صحيفة (الدستور) الحديث عن الثورة العربية الكبرى، التي يتم الاحتفال بمرور قرن على انطلاقتها، مؤكدة الحاجة إلى روح هذه الثورة وفكرها النهضوي مع التجديد لتلائم طبيعة التحديات والتطورات التكنولوجية والإبقاء على المبادىء العادلة التي قامت عليها. واعتبرت أن عودة الروح للأمة، وإحياء الأمل بنهضتها يبقى التحدي الأساسي "الذي نواجهه حتى لا نبقى نهبا للأمم ولقمة سائغة لمن يطمع في ما لدينا". أما صحيفة (الغد)، فكتبت أن الحقيقة، بعد الشعب السوري وشعوب المنطقة واستقرار دولها ومصالحها، هي الضحية الأولى للأزمة السورية التي حصدت وما تزال الأرواح والمقدرات والاستقرار، معتبرة أن الأسوأ من كل هذه الخسائر هو خسارة المستقبل لشعب تشرد ثلثه تقريبا بين المنافي القريبة والبعيدة. وأضافت الصحيفة أن الأزمة السورية وحربها الأهلية، بتداخلاتها الإقليمية والدولية المعقدة، لم تترك ندوبها وشروخها العميقة في الجسد السوري، أرضا وشعبا، فقط، بل تعدتها لإحداث انقسامات ضميرية وفكرية سياسية عميقة طالت المشهد العربي قاطبة. وبالإمارات، كتبت صحيفة (الخليج)، في افتتاحيتها، أن المبادرة الفرنسية لتسوية القضية الفلسطينية ومرتكزها مؤتمر دولي تمهيدي في باريس مطلع الشهر المقبل، والحراك السياسي الفرنسي المترافق معها والمتمثل بزيارات لرئيس الوزراء ووزير خارجيته إلى تل أبيب ورام الله، وبعض المواقف العربية الرسمية التي تتحدث عن أهمية السلام بالنسبة للمنطقة، وضرورة تجاوب إسرائيل مع الجهود المبذولة لتحقيق ذلك، كلها "تشكل على ما يبدو الوجه المعلن مما يجري وراء الكواليس من اتصالات في اتجاهات مختلفة وفي أكثر من عاصمة عربية وغربية وعلى مستويات رفيعة وعبر مسؤولين رسميين، في محاولة للبحث عن مدخل للتسوية والخروج من حالة انسداد أفق الحل، بعد توقف المفاوضات عام 2014 التي كانت تتم برعاية أمريكية". وأبرزت الصحيفة أن كل التحركات تحاول إقناع إسرائيل بالتخلي عن موقفها الرافض للحل، ومعرفة ماذا تريد بالضبط للتوصل إلى حل. وشددت الافتتاحية على أنه من الواضح أن إسرائيل ليست مهتمة بالتوصل إلى تسوية، وليست في وارد أخذ الجهود الدولية والإقليمية بجدية، وهي ترى أن لا شيء يلزمها بحل، ما دامت هي قادرة على تحقيق ما تريد، وما دامت مسألة حل الدولتين مجرد بضاعة يمكن الحديث عنها أو الترويج لها من دون مقابل. ومن جهتها، أبرزت صحيفة (الاتحاد)، في مقال لرئيس تحريرها محمد الحمادي، أن الذي جمع القطبين الدينيين الكبيرين بابا الفاتيكان وشيخ الأزهر، هو الرغبة في نشر السلام والخير بين أتباع الدين الإسلامي والدين المسيحي، وبين أبناء وشعوب العالم قاطبة، وفي الوقت نفسه الاتفاق على مكافحة الإرهاب ومحاربته أينما ظهر وانتشر، مؤكدة على أن الإرهاب لا دين له ولا عدو محددا له، فدينه العنف والقتل، وعدوه الجميع وكل مسالم وبريء. وأشارت في السياق ذاته، إلى أن هذا الهدف هو الذي جمع أمس بالقاهرة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، حيث جدد سمو الشيخ محمد بن زايد التأكيد مرة أخرى " على أن الإمارات تقف إلى جانب مصر، وتدعمها بكل ما تملك لمواجهة الإرهاب، والإمارات مستمرة في ذلك، إصرارا منها على أن يكون السلام هو عنوان الحياة والعيش في مصر والعالم". وشددت الصحيفة على أن الزيارة السريعة لسمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى مصر، جاءت لتكشف أن " المواقف الثابتة لا تغيرها الأقاويل ولا التحليلات ولا الشائعات المغرضة، فهذه العلاقة المتينة لن يهزها شيء في يوم من الأيام، كما أن مصر لن تواجه الإرهابيين ومن يحركهم في الخفاء وحيدة، فهناك أصدقاء مخلصون يقفون معها دائما".