يواجه الجندي الفرنسي السابق مانويل بروستاي، الملقب ب"أبي ميمونة"، والمعتقل بسجن "سلا 2" لتبنيه أفكارا متطرفة بعد اعتناقه الإسلام، والذي أثار اعتقاله بمطار" فاس- سايس" لغطا بين الرباطوباريس، في مارس الماضي، حكما بالسجن يصل إلى 12 عاما، بتهم حيازة ترسانة من الأسلحة شبه العسكرية، إلى جانب التخطيط لتنفيذ عمليات إرهابية في فرنسا. رواية الزوجة الجديد في ملف بروستاي، ذي 32 ربيعا، يتمثل في الرواية التي حكتها زوجته المغربية سارة لجمعية فرنسية تعنى بالدفاع عن المعتقلين المسلمين في فرنسا، وحاملة لاسم "السنابل"، إذ تقول إن المعتقل الفرنسي الذي اعتنق الإسلام قبل أربع سنوات يواجه محاكمة غير عادلة في المغرب. وتروي سارة، ابنة مدينة صفرو، في رسالة توصلت بها هسبريس، كيف أن مانويل بروستاي التحق، قبل 9 سنوات، بالجيش الفرنسي كمسؤول مكلف بالاتصالات اللاسلكية، وكيف أن مساره الجيد كان يؤهله للالتحاق بجهاز القوات الخاصة، قبل أن يعتنق الإسلام ويتزوجا رسميا، في 24 فبراير 2013، مشيرة إلى أن عدم تقبله للأجواء داخل المؤسسة العسكرية الفرنسية دفعه إلى الاستقالة والاستثمار في مشروع خاص. "اخترنا الهجرة والعيش في المغرب، بصفرو القريبة من فاس، بعيدا عن اضطهاد ومضايقات فرنسا"، تقول سارة التي أكدت أنه رغم اقتنائهما منزلا في المغرب، إلا أن تردد زوجها على فرنسا بقي مستمرا وقتها، "بعد أحداث باريس، شهر نونبر 2016، وبينما البلاد في حالة طوارئ، قامت القوات الخاصة الفرنسية باقتحام شقة والدتي التي كنا نقطن بها وقتها، واعتقال زوجي يوم 19 نونبر". وتضيف الزوجة المغربية أن التهم التي وجهت وقتها لزوجها وأُدخل على إثرها السجن تعلقت بحيازة صور إباحية للأطفال، قبل أن تظهر تهم أخرى تداولتها وسائل إعلام فرنسية، تورد سارة، تتعلق بالتطرف الإسلامي وصناعة المتفجرات وتزعُّم خلية إرهابية في مدينة أنفير، وتدريبها عسكريا لتنفيذ عمليات إرهابية في بلجيكا، واصفة تلك الاتهامات بكونها "مجرد أكاذيب". وأصدرت الشرطة القضائية الفرنسية مذكرة تلزم مانويل بعدم مغادرة التراب الفرنسي حتى نهاية حالة الطوارئ، في 26 فبراير 2016، وخضوعه للتحقيق ثلاث مرات يوميا أمام المصالح الأمنية، مع حظر التجول خارج منزله من الساعة الثامنة مساء حتى السادسة صباحا. فيما ردت سارة على تلك الاتهامات بكون زوجها "مسلما يطيع ربه بأداء العبادات، وتلقى تداريب في المتفجرات إبان فترة عمله في الجيش، ويهوى الرياضة والرماية، ويحتفظ بعدة لوازم لها علاقة بفترة عمله. إننا نستخدم تلك الوسائل لتسهيل الحياة". بعد إلغاء المتابعة في حقه لعدم توفر الأدلة، تشدد سارة، سيفكر الفرنسي في دخول المغرب. حمل معه منجلا وسكينين من الحجم الكبير لعيد الأضحى، وقنينة غاز صغيرة لتسخين الأطعمة، وقنبلة كريموجين صغيرة، وعصا حديدية لصد أي اعتداء شخصي، وزيا عسكري، وقناعا كان يستخدمه في الرياضة؛ حيث سيخرج مانويل بهذه اللوازم المثيرة يوم 6 مارس الماضي من مطار أورلي الفرنسي في رحلة جوية دون مشكل، قبل أن يصل إلى مطار فاس- سايس على الساعة الثانية بعد الزوال، حيث تم اعتقاله. سير التحقيق يوم التاسع من ماي الجاري، أحيل مانويل بروستاي على غرفة الجنايات المكلفة بقضايا مكافحة الإرهاب بمحكمة الاستئناف بالرباط، بعد اعتقاله من قبل المصالح الأمنية بمطار فاس- سايس التي ضبطت بحوزته أسلحة بيضاء ومعدات شبه عسكرية، ووثيقة صادرة عن وزارة الداخلية الفرنسية تحيل إلى عمله السابق ضمن صفوف الجيش الفرنسي، في وقت تشير فيه المعطيات إلى أن هذه المؤسسة فصلت المتهم من الخدمة في الجندية، ووضعته رهن الإقامة الجبرية بداعي تطرفه الديني. وتشير المعطيات ذاتها حول "أبو ميمونة" إلى أن اعتناقه للإسلام يعود إلى العام 2010، حين شارك في عملية عسكرية فرنسية بدولتي دجيبوتي وكوت ديفوار، وتعرفه على الإسلام، واعتنقه فعليا قبل أن يعلن رفض الاستمرار في صفوف الجيش الفرنسي بوصفه "مؤسسة كافرة"، ويقرر، رفقة زوجته وابنتهما، الرحيل من فرنسا لكونها "بلاد كفر"، والاستقرار بصفرو. وتضمنت الاتهامات الموجهة لمانويل بروستاي، الذي سيحاكم مطلع يونيو القادم، التخطيط لارتكاب عمل إرهابي يستهدف الثكنات العسكرية وعناصر من دوريات الأمن وتصفية عناصر من الجيش والشرطة وأحد مسؤولي وزارة الداخلية الفرنسية، فيما نفى "أبو ميمونة" لقاضي التحقيق علاقته بأي تيار جهادي، مبررا حيازته الأسلحة المحجوزة لديه، ضمن أمتعته في مطار فاس- سايس، بأنها من بقايا لوازمه مع الجيش الفرنسي، وأن استخداماتها سلمية. وكانت السلطات المغربية قد نفت أن تكون المصالح الأمنية بالرباط توصلت بتبليغ من طرف نظيرتها الفرنسية بشأن "أبو ميمونة" الذي تم توقيفه لدى وصوله إلى مطار فاس، مضيفة أن الاعتقال جاء نظرا لإدراج اسمه ضمن سجلات المصالح المغربية، ولا حديث عن تعاون فرنسي مغربي في القضية.