حذّر والي جهة العيون الساقية الحمراء، بوشعاب يحضيه، في كلمة ألقاها في افتتاح "القمة المغاربية الأولى للشباب" بمدينة العيون، شباب البلدان المغاربية من الوقوع في شراك الحركات الإيديولوجية، خاصة الجناح اليساري المتطرّف والتيار الإسلامي المتطرف. والي جهة العيون، الذي أكد في بداية كلمته أنّه يتحدث بصفته واحدا من أبناء الصحراء والمنطقة المغاربيةK وليس بصفته واليا على جهة العيون الساقية الحمراء، قال إن تأثّر جيله بالفكر الإيديولوجي لليسار المتطرف ساهم في التفريط في وحدة البلدان المغاربية. وقال يحظيه موجها خطابه للشباب: "نعتذر باسم جيلي بما فرطنا في حق الوحدة، لأننا سقطنا في براثين السياسات التي كانت سائدة آنذاك، وهي الوقوع في شراك الجناح اليساري المتطرف"، لافتا إلى أنّه، وعلى الرغم من مضي سنوات، "ما زالت الحركات الإيديولوجية تأتي بأقنعة مختلفة". وقصد بكلامه تحديدا الإسلام المتطرف، قائلا: "الآن هناك قناع الإسلام المتطرف، الذي نعوذ بالله منه، فلا رهبانيّة في الدين ولا رهبانية في الإسلام ولا تطرف فيه.. الله هو أكبر الخالقين، وهو أعلم بخلقه، فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر.. الحق بيّن والباطل بيّن". ونوّه والي جهة العيون الساقية الحمراء، في كلمته، بالتسامح الديني السائد في المغرب، بقوله: "في العيون هناك كنيسة بنيت منذ الاستعمار الإسباني وهي محترمة، وفي باقي المدن الكبرى هناك مساجد وكنائس ودور العبادة لليهود وكازينوهات، وهناك بارات، ولكنّ حرية كل واحد تنتهي عند حدود حرية الآخر". وحذّر الوالي شباب الجيل الحالي من السقوط ضحية المؤامرات الخارجية، قائلا: "علينا أن نتعلم من أولائك الذين يأتوننا ببذور التفرقة أنهم جمعوا صفوفهم رغم اختلاف ألسنتهم، ورغم اختلاف عقائدهم، ورغم اختلاف حتى مصالحهم الاقتصادية، لكن يبحثون عن مواطن القوة في الوحدة". واستطرد المتحدث أن التطور الاقتصادي في دول الجنوب بصفة عامة أحسن من التطور في دول الشمال، "فأحسن واحد في بلدان الشمال قد يغري المنتخبين حين يقول لهم إنه حقق واحدا أو واحدا فاصلة تسعة في المائة من النمو الاقتصادي، في حين تحقق دول الجنوب نسبا أكبر بكثير، فغانا مثلا، لها تطور اقتصادي يفوق عشرة في المائة". وأكد أن الدول المغاربية التي تحقق حاليا نسبة نمو تتراوح بين 4 و4.5 بالمائة، سيتطور نموها الاقتصادي في حال إذا تحققت الوحدة المغاربية؛ حيث ستتمكن الدول الخمس المشكلة للاتحاد المغاربي من كسب نقطتين في نسبة النمو.