بعبارات تأسُّف ترحم سياسيون مغارب على زعيم البوليساريو، محمد عبد العزيز، الذي كان ينصب نفسه رئيسا لما يسمى "الجمهورية الصحراوية"، ولم يعد كذلك بعدما وافته المنية اليوم الثلاثاء، داعين أعضاء جبهة البوليساريو إلى إعادة مراجعة حساباتهم من أجل إحلال السلم والسلام. وفي هذا الإطار قال امحند العنصر، الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، إن الموت يستدعي منا الترحم على أي شخص، خاصة أن الفقيد مغربي، "غلط وغرّ .. ولا يمكننا إلا أن نترحم عليه"، حسب تعبيره. وأشار العنصر إلى أن عبد العزيز لم يكن ماسكا بزمام قضية الصحراء، مضيفا: "الماسكون بالقضية مازالوا موجودين، وهم قادة الجزائر"، قبل أن يشير إلى أن "الفقيد كان يمثل جيلا من البوليساريو، كانوا ومنذ البداية يصعب عليهم مراجعة مواقفهم"، حسب تعبيره. واعتبر العنصر أنه، نظرا للأصوات التي بدأت تتحرك في السنوات الأخيرة وتسمع، "من الممكن أن تكون هناك زعزعة للمواقف المتصلبة التي تحاول الجزائر أن تفرضها". حميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال، تقدّم بالعزاء لعائلة عبد العزيز، قائلا في تصريح لهسبريس: "كنت أتمنى أن يموت في وطنه، بين أهله وذويه"، قبل أن يؤكد أن "مغادرة زعيم البوليساريو لا بد أن تترك خلافات حادة حول من سيخلفه". ودعا شباط "رفاق عبد العزيز" إلى أن يعودوا إلى رشدهم ووطنهم، مذكرا بالوضع في الجزائر، التي يعاني رئيسها من أزمة صحية، قائلا: "نحن متخوفون مما سيحدث في الجزائر، والذي لا بد أن يؤثر على محيطها، بما فيه المغرب، لذا ندعوها إلى تجاوز الأزمة التي خلقتها والتفاهم حول من سيخلف بوتفليقة، وأيضا في قضية البوليساريو". من جانبه، ترحم عبد العزيز أفتاتي، السياسي البارز في حزب العدالة والتنمية، على الراحل محمد عبد العزيز، قائلا إنه "ابن المغرب ووجب تقديم العزاء لأسرته الصغيرة والكبيرة"، معتبرا أن "الحدث الأليم هو فرصة ملائمة لزملاء عبد العزيز في تجربة البوليساريو لمراجعة أنفسهم"، ومضيفا: "خاصة أن تجربتهم كانت خاطئة، ولا بد أن يدركوا مع الأيام أنهم خاطئون". ودعا أفتاتي قياديي البوليساريو إلى مراجعة اختياراتهم التي تعمل على "تقسيم شعب واحد إلى شعوب"، مشيرا إلى أن "الشروط كلها متوفرة لتنبههم إلى أن المراجعة دقت ساعتها، خاصة مع تلاحم مكونات الأمة بعد حركة 20 فبراير لبناء المجتمع". أما مهدي بنسعيد، البرلماني عن حزب الأصالة والمعاصرة، فقال: "ننتظر من القادة المقبلين أن يفهموا أن المغرب ليس عدوا لهم، وأن يعيدوا الناس من المخيمات إلى بيوتهم، خاصة في ظل الحياة الصعبة التي يعيشونها"، مؤكدا أن المغرب يريد السلم والسلام. وزاد رئيس لجنة الخارجية بمجلس النواب قائلا: "عليهم أن يستفيقوا من سباتهم، وألا يتركوا جيراننا يستعملونهم لأغراض سياسية"، مردفا: "هؤلاء الناس يظلون مغاربة، نرغب في أن يعودوا إلى بيوتهم". وكان تنظيم البوليساريو قد أعلن، بعد زوال اليوم الثالثاء، من خلال "وكالة الأنباء الصحراوية"، وفاة محمد عبد العزيز، زعيم الجبهة الانفصالية. وقالت الوكالة ذاتها: "عبد العزيز انتقل إلى رحمة اليوم الثلاثاء، وذلك حسب بيان صادر عن الأمانة الوطنية لجبهة البوليساريو"، مشيرة إلى أنه "انتقل إلى مثواه الأخير بعد صراع طويل مع المرض".