عاد الجدل من جديد بشأن اعتكاف أعضاء من جماعة العدل والإحسان بالمساجد؛ إذ أعلن حسن بناجح، القيادي ب"الجماعة"، عن منع أعضائها في عدد من المدن من الاعتكاف بالمساجد قائلا: "السلطات المغربية، مثل السنوات الماضية، منعت المعتكفين من الاعتكاف في بيوت الله وتطبيق سنة من سنن رسول الله". بناجح، ومن خلال شريط فيديو بثته قناة "الشاهد"، عبّر عن استنكاره المنع الذي يتعرض له أعضاء الجماعة، مشيرا إلى أن الاعتكاف بالمساجد يعد سنة من السنن التي يقبل عليها المسلمون عامة، قبل أن يضيف: "الدولة، بهذا المنع، تعتدي على حق شرعي للمسلمين في بلدهم الذي يشكلون فيه الأغلبية المطلقة، وتتجاوز الدستور الذي خطته بأيديها وتضع على ديباجته أن الدين الرسمي للدولة هو الإسلام؛ إذ نجد العكس تماما، فيتم الاعتداء على حق أساسي من حقوق المسلمين في بلدهم"، وزاد: "الدولة تأبى في كل سنة إلا أن تفرض منطقها الذي يرجح القمع والمنع ويرحب بالجانب الأمني فقط". وضرب بناجح مثالا بمهرجان "موازين" الذي ينظم كل سنة، معتبرا أنه تم الحفاظ عليه لأن له جمهوره، قبل أن يعلق متسائلا: "العبادة لله عز وجل لها جمهورها الواسع، فهل تكفل الدولة لهذا الجمهور حقه؟"، وطالب بتوفير البديل عن الاعتكاف بالمساجد بالقول: "الدولة لا توفر البديل في الوقت المطلوب منها ذلك لكونها تدعي حماية الدين والمؤمنين وشؤونهم"، بحسب تعبيره. وأوضح المتحدث أن بعض البلدان الغربية تسمح بالاعتكاف داخل مساجدها؛ بحيث "نجد مفارقة غريبة؛ إذ في البلدان الديمقراطية التي يشكل فيها المسلمون أقلية تتم كفالة هذا الحق لهم". واعتبر القيادي في "الجماعة" أن الدولة، بمنع الاعتكاف في المساجد، "تعتدي على حق من حقوق الإنسان الأساسية المتمثلة في ممارسة الشعائر والمعتقدات والعبادات بشكل حر"، على حد قوله.