بلغة ملهمة ومليئة بالمعاني العميقة، تحدثت السيدة الأولى للولايات المتحدةالأمريكية، ميشال أوباما، أمام 16 طالبة مغربية من المتفوقات على صعيد المملكة، عن أهمية تعليم الفتاة، معتبرة أن طريق أي مجتمع نحو النجاح هو تعليم المرأة، والسماح لها بتحقيق أهدافها في الحياة، وذلك عندما حلت بمدينة مراكش في إطار جولتها لتشجيع تمدرس الأطفال، والتي تشمل ثلاث دول من بينها المغرب. سيدة البيت الأبيض، التي ترعى مبادرة "دعوا الفتيات يتعلمن"، لم تخف سعادتها بلقاء طالبات مغربيات نجحن في مواجهة العديد من الصعاب من أجل استكمال دراستهن والتفوق فيها، قبل أن تؤكد أن نجاح المجتمع يبقى رهينا بنجاح المرأة وتعليمها، "فهي مسؤولة عن تربية الأطفال. وإذا لم تكن ناجحة ولم نوفر لها جميع الوسائل من أجل تحقيق أهدافها، فإن ذلك سينعكس على المجتمع ككل". وطلبت السيدة الأولى للولايات المتحدةالأمريكية من الطالبات المغربيات، وعبرهن جميع الطالبات اللواتي يواجهن صعوبة إتمام دراستهن، أن يعملن على إقناع آبائهم بأن "التعليم لن يفيد الفتاة فقط، وإنما هو مفيد للأسرة وللمجتمع بصفة عامة"، مضيفة أنه يجب على الفتاة أن تتحدث إلى عائلتها وإلى المجتمع بأنه "إذا ساعدتموني على إتمام دراستي، فإنكم تساعدون المجتمع والبلد بأكمله". ووجهت ميشال أوباما رسالة إلى الأسر، تدعوها فيها إلى اعتبار تعليم بناتها مثل الاستثمار الذي سيعود عليها بالنفع على المدى البعيد، مقدمة المثال بعائلتها؛ حيث لم يحصل والداها على فرصة استكمال دراستهما، لكنهما "فهما أهمية التعليم وكافحا حتى أواصل تعليمي العالي، وبالفعل نجحت فيه وحققت مسارا مهنيا مشرفا. والآن فأنا مازلت أساعد عائلتي على الصعيد المادي". وشددت ميشال أوباما التي تستعد لمغادرة البيت الأبيض رفقة زوجها، بعد أشهر معدودات من الآن، على أنها وصلت إلى ما هي عليه الآن من نجاح وباتت سيدة أمريكا الأولى لمدة ثماني سنوات "بفضل التعليم". وأكدت المتحدثة أهمية المحيط الاجتماعي، ووجود أشخاص ملهمين في حياة أي شخص، وهم مصدر نجاحه وإبداعه. "كانت والدتي ووالدي من الذين ألهموني كثيرا، ووالدتي كانت دائما تمنحني الثقة بأنني قادرة على فعل الكثير، أما والدي فكان يضحي من أجلنا وكان يشتغل كثيرا حتى أواصل دراستي ولم أسمعه يوما يشتكي من الأمر"، تقول ميشال أوباما قبل أن تضيف أنه أمام كل هذه التضحيات والتشجيع من والديها فقد كانت كل يوم تعمل على تعويضهما على هذه التضحيات حتى تكون عند حسن ظنهما. ورفضت أوباما الفكرة التي تقول إن هناك وصفة سحرية للنجاح، وإنما الوصول إلى هذه المرحلة يتطلب، بحسبها، "الإصرار والمغامرة والعمل بجد وصدق، وحينها ستصبحون من الأفضل في أي مجال".