عبرت الصحف التونسية، الصادرة اليوم الخميس، عن أسفها للمأل الذي بدأت تعرفه مبادرة حكومة الوحدة الوطنية، فيما قدمت الصحف الجزائرية قراءات في اجتماع أمني مصغر ترأسه الرئيس عبد العزيز بوتفيلقة. ورأت صحيفة (المغرب) أن "الحسابات الخاطئة" وراء مراوحة المبادرة مكانها. وكتبت في افتتاحيتها أنه "من العادات السيئة في تونس تلك القدرة العجيبة التي نمتلكها جميعا، على إفراغ الأفكار الجديدة من كل مضمون فعلي وتعويمها في وحل الرتابة اليومية حيث تطلق النيران من كل الاتجاهات على الابتكار والتجديد". ولاحظت أن الحكومة الحالية ، قبل طرح مبادرة رئيس الجمهورية بتشكيل حكومة وحدة وطنية ، كان واضحا أنها غير قادرة على وضع قطار تونس على طريق الإصلاح والنمو والرفاه، إلا أنه "ما كان مجمعا حوله ومطالبا به من كل الأطراف ما إن أصبح إرادة سياسية من أعلى هرم الدولة حتى دخلت العبقرية التونسية على الخط. فرأى فريق في المبادرة فرصة لوضع يده على ما بقي مفاصل الدولة وفريق آخر يفكر منذ الآن في تكبيل أيادي الحكومة القادمة قبل انبعاثها، وآخر يرى في الحكومة الحالية خصالا كان ينكرها عليها منذ أسابيع قليلة". ولخصت أن التعثرات التي ظهرت في الحوار حول تشكيل حكومة وحدة وطنية "نابعة من التفاؤل المبالغ فيه حول إمكانية توحيد فرقاء لديهم تصورات متباينة وحتى متناقضة حول الحلول الاقتصادية والاجتماعية لمشاكل تونس اليوم". وآخذت جريدة (الصحافة) رئاسة الجمهورية التي "وضعت نفسها في مأزق، لأنها أساءت فهم عديد الأحداث والمواقف" منها موقف الاتحاد العام التونسي للشغل والباطرونا (منظمة الأعراف)، فضلا عن أنها "أخطأت تقدير الوضع داخل الأحزاب وخصوصا أحزاب التحالف الحاكم". وشددت الصحيفة في مقال آخر على أن "المبادرة تحتضر رغم الإصرار"، مفيدة بأن ثمة مؤشرات قوية تبعث على الاعتقاد بأن رئيس الحكومة الحالي الحبيب الصيد باق في منصبه لكن وفق تصورات وهيكلة جديدة قد تطال الفريق الحكومي الذي يعمل معه منذ أكثر من سنة، ملاحظة أن من هذه المؤشرات تأكيد رئيس (حركة النهضة) راشد الغنوشي ، أمس ، على أن حزبه "ما زال متمسكا بالصيد وأنهم لم يرفعوا عنه الدعم السياسي". في خضم ذلك، تناقلت صحف تصريحا لمستشار رئيس الجمهورية نور الدين بنتيشة وصف اجتماع ، أمس ، بقصر قرطاج حول مشاورات تشكيل حكومة وحدة وطنية ب"الإيجابي"، معربا عن تفاؤله بنجاح المبادرة الرئاسية سيما وأن الجميع حريص على إتمام البرنامج في أقرب الآجال. وقال بنتيشة في تصريح لصحيفة (الصباح) أن مبادرة تشكيل حكومة وحدة وطنية تشكل "الفرصة الأخيرة" للمرور إلى المرحلة القادمة في إطار "البناء السياسي المشترك بين مختلف المكونات الحزبية والاجتماعية". واعتبرت افتتاحية (الشروق) أن تونس اليوم لا تحتاج إلى حكومة جديدة مهما كان شعارها وطبيعتها أو رئيسها بقدر ما تحتاج إلى عودة الوعي، وعي التونسي بأن "بلاده في طريق الإفلاس والانهيار"، والوعي بمخاطر الفوضى وتعطيل المرفق العمومي الذي لا يخدم إلا الإرهاب، والوعي بأن "العمل ثم العمل هو الطريق الوحيد للخروج من المأزق الذي تعيشه البلاد منذ سنوات على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والأمني". وتوقفت الصحف الجزائرية عند الوضع الأمني في ظل اجتماع مصغر عقده رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، قالت عنه صحيفة (الخبر) إنه عرف ، لأول مرة ، مشاركة وزير الداخلية ومدير المخابرات ، ناقلة عن بيان للرئاسة أن الاجتماع ناقش "الوضع الأمني بجنوب البلاد المتعلق ببؤر التوتر السائدة في بعض الدول المجاورة". وفي قراءتها لتشكيلة الحضور في الاجتماع، لاحظت (الخبر) أنه على خلاف الاجتماعات الماضية، اختار بوتفليقة أن يكون وزير الداخلية حاضرا. والأصل أنه المعني الأول بالموضوع الذي ناقشه الاجتماع، بحكم أن الوضع الأمني داخل البلاد من صميم صلاحياته، لذلك استغرب الكثيرون غيابه عن اجتماعات مصغرة سابقة، تناولت نفس القضية. وأوردت صحيفة (الشروق) أن الرئيس بوتفليقة، بصفته وزيرا للدفاع الوطني، حمل رئيس أركان الجيش الجزائري الفريق أحمد قايد صالح، نائب وزير الدفاع، رسالة وجهها إلى جميع القوات المسلحة تتضمن ضرورة الحفاظ على أمن واستقرار الجزائر وحماية سيادتها والقضاء على الفلول الإرهابية. ونقلت عن مصادر أمنية وصفتها ب"رفيعة المستوى" أن هذه الرسالة تضمنت تحذيرات من المساس بسيادة ووحدة الجزائر، حيث شد د على ضرورة مكافحة الإرهاب وتفكيك شبكاته، خاصة في ظل الأوضاع الأمنية المتردية التي تعرفها دول الجوار منها تلك الواقعة في مربع الساحل. صحيفة (الفجر) ذكرت من جهتها أن هذا الاجتماع الأمني المصغر انعقد عقب زيارة قادت قائد أركان الجيش الفريق أحمد قايد صالح إلى الولايات العسكرية جنوب البلاد، حيث أشرف ، على مستوى الحدود مع ليبيا ، على مناورات عسكرية بالذخيرة الحية، وهو ما يبرز حرص السلطات العليا في البلاد على إبقاء القوات المسلحة في جاهزية كبيرة، وفق الصحيفة. من جهة أخرى، تناقلت الصحف أصداء الاعتداء على مطار اتاتورك الدولي في إسطنبول (تركيا) ، أول أمس، مشيرة إلى أن مواطنة جزائرية من بين جرحى الاعتداء.