إزدادت المعاناة من السمنة أو زيادة الوزن بدول مختلفة بالعالم، ولكن هناك عوامل جوهرية يمكن أن تساعد في خفض الوزن. ويشير المجلس الأوروبي للمعلومات الغذائية (يوفيك) إلى أن "زيادة الوزن باتت واحدة من المشكلات الأكثر شيوعا المرتبطة بنمط الحياة في الوقت الحالي"، مبرزا أن السمنة وزيادة الوزن من بين العوامل الأساسية التي تعرض لمخاطر الإصابة بكثير من الأمراض منها أمراض الجهاز التنفسي والقلب وداء السكري من الدرجة الثانية وارتفاع ضغط الدم وبعض أنواع مرض السرطان وحتى الوفاة المبكرة. وبالرغم من خطورة زيادة الوزن، فإن منظمة الصحة العالمية تؤكد أن السمنة وزياردة الوزن عبارة عن أمراض يمكن الوقاية منها. لذا هناك عدة توصيات لمحاربة السمنة من بينها: الحد من تناول الدهون والسكريات وزيادة تناول الفاكهة والخضروات والبقوليات والحبوب الكاملة والمكسرات مع ممارسة أنشطة بدنية بشكل منتظم. ولكن إذا أصيب المرء بزيادة مفرطة في الوزن، حينها يتعين عليه الاستعانة بخبير لكي يبحث عن مخرج له. وفي هذا الصدد، يشير المختصون في خدمة الصحة الوطنية في بريطانيا إلى أن الأطباء والممرضين بمقدورهم تحديد ما إذا كان الشخص يعاني من زيادة صحية في الوزن أم لا، وذلك عبر معرفة وزنه واحتساب كتلة الجسم التي تحدد الدهون الزائدة. كما يمكن لهم تقييم النظام الغذائي ومعدل الأنشطة البدنية للمريض من أجل تحديد الأهداف الشخصية التي يحتاجها، وبعد الحصول على هذه البيانات يصبح من الممكن طرح التغييرات البسيطة التي ينبغي اتخاذها في نمط الحياة. ويقول المختصون البريطانيون إن الشخص الذي يعاني من السمنة يمكنه العمل هو والطاقم الطبي على تحديد خطة لفقدان الوزن بطريقة صحية وعلى المدى الطويل "ستكون خطة مخصصة للشخص وتضع في الحسبان نمط حياته وما يفضله بشكل شخصي" في الطعام. فيما يرى المختصون من وحدة علاج السمنة بالمنظار التابعة لمستشفى سانتشينارو الجماعي بمدريد، أن فقدان الوزن بطريقة صحية والحفاظ عليه يتطلب تحديد خطة تغذية وتحديد الأنشطة البدنية بالإضافة إلى برنامج يجعل الشخص يطبق عادات جديدة. وتتعلق هذه العادات بتقليل تناول الطعام طواعية، والحد من العوامل التي تتسبب في فشل الخطة مثل: التوتر والضيق وأعراض الاكتئاب والجوع وتناول الكحول، بالإضافة إلى تقوية مشاعر الشخص لتمنحه الرغبة في تحقيق هدف خفض الوزن. ويوضح المدير العام للوحدة المذكورة سابقا، كونتراند لوبيز-نابا، أن هناك نهجا متعدد التخصصات للتطرق لزيادة الوزن أو السمنة "لذا فإن وحدتنا تحظى بفريق طبي بالإضافة إلى مختصين يساعدون في تحديد وعلاج العوامل النفسية التي تحول دون خفض الوزن، كما يحددون كيفية قيام المريض نفسه بتعديل سلوكه الغذائي عبر تطبيق الإستراتيجيات والعادات اللازمة لكي يحظى المرء بوزن صحي ويحافظ عليه". ويوصي لوبيز-نابا بعشرة عوامل تمثل مفاتيح النجاح في عملية فقدان الوزن: 1-تغيير موقفك من الحمية الغذائية: ويقول المختص إنه قبل البدء في أي حمية غذائية، من الضروري التركيز على العوامل الإيجابية التي ستنجم عنها والتقليل من أهمية الحرمان من تناول أطعمة بعينها لبعض الوقت. وأضاف "ينبغي إبراز العوامل الجيدة التي ستشهدها حياتنا نتيجة هذا التغيير في النمط الغذائي: حيث سنفقد الوزن ونزيد من تقدير الذات لدينا وسنشعر بالرشاقة ونرتدي ملابس أفضل. يجب التفكير في ذلك يوميا، فهذا الأمر سيساهم في تحفيزك". 2- حدد أهدافا صغيرة يسهل تحقيقها: ويؤكد المختص أنه من الأفضل بكثير تحديد أهداف صغيرة والتأكد من تحقيقها على تحديد أهداف على المدى الطويل دون تحقيق أي مردود حتى النهاية، فاتباع هذه الطريقة مع الحمية يزيد من ثقة متبعها في نفسه وتساعده على تحقيق نتائج أفضل. 3-دون الإنجازات والصعوبات التي تواجهك: وينصح المختص بتدوين الإنجازات والصعوبات التي تواجه المرء بشكل يومي "هذا الأمر سيساعد على معرفة نقاط القوة والضعف ومن ثم تحديد كيفية معالجة الأمر". 4-تناول خمس وجبات يوميا:. يجب تحديد مواعيد لتناول الطعام، كل ثلاث ساعات، ومحاولة الالتزام بالأمر طوال أيام الأسبوع فهذا سيجعل الشخص يشعر بأن حياته منظمة بشكل أكبر كما سيجعله يستبق الجوع ومن ثم فإن شعوره بالضيق من الحمية سيقل. 5- تناول الطعام بروية: يشير المختص إلى ضرورة أن يكون المرء واعيا للطعام الذي يتناوله ويكون ذهنه حاضرا ويتذوق كل ما يتناوله دون أن يكون في عجلة من أمره، فهذا الأمر سيجعل الشخص يتعلم كيفية تخصيص وقت لنفسه وهو أمر يساهم في خفض التوتر. 6- غير وصفات الطعام: "لا تتناول نفس الطعام مرارا. ابحث عن وصفات طعام جديدة فهذا سيحفزك وسيساعدك على الاستمتاع بالطعام بشكل أكبر. تشارك هذه الوصفات مع أصدقائك وأسرتك، فستشعر بالسعادة إذا رأيت من حولك معجبين بالطعام الصحي. أيضا استمتع بالطهي". 7- لا تجعل التفكير في الوزن يسيطر عليك: يوصي المختصون في وحدة علاج السمنة بالمنظار التابعة لمستشفى سانتشينارو الجامعي بمدريد، بأن يزن المرء نفسه مرة واحدة أسبوعيا في نفس اليوم ونفس الوقت. وفي هذا الصدد يشددون على أهمية مراقبة الوزن طوال العمر ليس فقط وقت الحمية الغذائية، مشيرين إلى أن الإفراط في التركيز على شيء ما مثل قياس الوزن يوميا، لا يعد أمرا محمودا. 8- مارس الأنشطة الرياضية: ابحث عن رياضة تعجبك ويسهل ممارستها في حياتك اليومية وإذا تمكنت من ممارستها بشكل جماعي فسيكون الأمر أفضل. حدد مجموعة أهداف صغيرة يسهل تحقيقها وابدأ تدريجيا في زيادة ممارسة هذه الرياضة إلى أن تصبح جزءا من روتين الحياة اليومي. إذا ضغط الشخص على نفسه من البداية سيترك الرياضة لأنها ستمثل عبئا. 9- استمتع: لا تهدر وقت فراغك، قم بأنشطة تدخل البهجة في نفسك وتساعدك على تجنب المشكلات. عندما تشعر بالسعادة يتم إفراز هرمون الإندروفين الجيد. الرياضة والهوايات من الأمور التي ستساعدك على إفراز الإندروفين. إذا كانت حياتك مليئة بالأشياء المبهجة حينها لن تكون في حاجة لملء معدتك طوال الوقت. 10- سامح نفسك على الاخفاق: لا تستسلم أمام أي عامل فشل في الحمية الغذائية فأنت لست في حاجة للقيام بالأمور بشكل مثالي، ما تحتاج إليه هو المثابرة. اسمح لنفسك ببعض الاخفاق وتعلم أن تحل الأمور بالعودة إلى الحمية في أقرب وقت ممكن.