اهتمت الصحف الصادرة اليوم الثلاثاء في بلدان أوروبا الغربية بصفة خاصة، بتطورات الوضع في سوريا على خلفية فشل الهدنة وتصاعد وتيرة القصف الجوي على مدينة حلب، وبالمناظرة التلفزيونية بين كلينتون وترامب في إطار الحملة الانتخابية للرئاسيات في الولاياتالمتحدة. ففي بلجيكا، ركزت الصحف على الوضع في سوريا، والفوضى التي تشهدها المدينة المتمردة حلب جراء القصف الجوي من قبل طائرات النظام السوري وحليفه الروسي. وكتبت صحيفة "لا ليبر بلجيك" في هذا الشأن، أنه بعد حمص، وداريا، جاء دور حلب لتتعرض لقصف القوات الجوية الروسية والسورية. وقالت الصحيفة إن دمشق لا تخفي تكتيكاتها المجربة في مناطق أخرى، وهي تجويع المتمردين والمدنيين، ثم ترتيب اجلائهم من خلال ممرات من حلب ثم '' تطبيع الوضع '' في المدينة. وأشارت صحيفة " لوفيف" من جهتها، الى أنه من الواضح أن الجميع يحمل المسؤولية الى روسيا باعتبارها المسؤولة عن تجدد القتال سواء الاتحاد الأوروبي أو الولاياتالمتحدة أو وزراء خارجية أربع دول أوروبية (فرنسا، إيطاليا، ألمانيا وبريطانيا العظمى). وأضافت الصحيفة أن الهدنة الهشة التي توسطت فيها واشنطنوموسكو لم تصمد أكثر من أسبوع واحد، مشيرة الى أن الجهود الدبلوماسية التي أجريت على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة باءت بالفشل بدورها. و تحت عنوان ''شرف العالم يفقد في حلب''، كتبت صحيفة " لوسوار" أن المدنيين الذين يصمدون أمام القصف عاجزين عن التعبير عن مرارتهم أمام جبن المجتمع الدولي الذي يترك هذه المجازر تستمر دون رد فعل. وفي فرنسا علقت الصحف ايضا على التطورات الاخيرة للوضع في سوريا وخاصة في حلب، اذ كتبت صحيفة (لوفيغارو) ان معاناة سكان احياء شرق حلب مستمرة من خلال القصف الجوي الذي طال أمس الاثنين القطاعات التي يسيطر عليها المتمردون المناهضون للأسد، مشيرة الى انه منذ شهرين لم يتوصل سكان شرق حلب البالغ عددهم 250 ألف نسمة بأي مساعدات خارجية. من جهتها قالت صحيفة (ليبراسيون) إن اصطدام المصالح الجيوسياسية والجرائم المتراكمة تجعل أي مفاوضات بين الاطراف مستحيلة، مشيرة الى أن الهدنة تخرق في كل مرة، فيما تتلقى الساكنة ضربات مضاعفة من المقاتلين. من جانبها ذكرت صحيفة (لوموند) أنه فيما تواصل خضوع الاحياء الشرقية لحلب لقصف جوي غير مسبوق طيلة عطلة نهاية الاسبوع، عقد مجلس الامن الدولي اجتماعا عاجلا الاحد 25 شتنبر بنيويورك بشأن المواجهة بين الراعيين الامريكي والروسي للهدنة بسوريا، مشيرة الى أن لندن وباريس شددتا من لهجتهما إزاء عملية التدمير الممنهجة الجارية بحلب من قبل الطيران الروسي والسوري. في نفس الموضوع كتبت صحيفة (فولدايه تسايتونغ) الالمانية تحت عنوان "صور حلب تصطك لها الأسنان، أن "الدكتاتور بشار الأسد وحلفاؤه كأنهم يراهنون في الهجوم على حلب على إيصال المدينة إلى نهايتها، ويتم كل هذا على مرأى ومسمع من العالم. والعالم يتطلع إلى ما هو بعيد". من جهتها أشارت صحيفة (هاندلسبلات) إلى أن مجلس الأمن الدولي، " كان بالأمس لا يملك موقفا موحدا بشأن سوريا، وحتى استخدام حق الفيتو فيه خلاف، في الوقت الذي ترزح فيه مناطق في سورية للتفجيرات"، وترى الصحيفة أن على الروس والأميركيين الجلوس إلى طاولة المفاوضات. من جانبها اعتبرت صحيفة (مونشنر ميركور) أن الوضع في سوريا لا يحتمل وغير مستقر، فيما تتعامل موسكو ببرودة إذ تفرض مصالحها الاستراتيجية ليس فقط في سوريا، ولكن في مناطق بالشرق الأوسط. صحيفة (هانوفيريشه ألغماينه تسايتونغ) انتقدت غياب "استراتيجية غربية" لمواجهة الأزمة السورية، مشيرة إلى أن الوضع كان مهيأ قبل ثلاث سنوات لوقف هذه الاعتداءات، إلا أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما لم يأخذ قرارا حاسما على اثر الهجمات التي شنها طيران نظام الأسد بالغاز السام. في ذات السياق أعربت صحيفة "الاندبندنت"عن أسفها لفشل الهدنة وعدم قدرة المجتمع الدولي على فرض أخرى جديدة، بينما يستمر جيش دمشق في تحقيق نجاحات عسكرية كبيرة، مدعوما من قبل روسيا وإيران وحزب الله اللبناني. وفي موضوع آخر كتبت صحيفة "الغارديان" عن الزيارة التي قام بها وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون الى تركيا، مشيرة الى أن هذه الاخيرة تستضيف ما لا يقل عن 2.5 مليون سائح بريطاني كل سنة. ونقلت عن الوزير البريطاني قوله "نحن محظوظون في المملكة المتحدة لأننا من بين المستوردين الرئيسيين للمنتجات التركية (...) وأنا فخور بكوني أملك غسالة تركية جميلة تعمل بشكل جيد جدا"، مشيرة الى أن السيد جونسون كان قد أعرب مرارا عن معارضته لانضمام أنقرة للاتحاد الاوروبي. وركزت صحيفة "ديلي تلغراف" من جانبها، على الفضيحة التي فجرها مدرب المنتخب الانجليزي سام الاردايس (61 سنة)، الذي وقع في كمين نصبه له صحفيون قدموا أنفسهم كرجال الأعمال بحيث وافق الارديس، مقابل مبلغ كبير من المال، على شرح كيفية التحايل على قواعد الاتحاد الانجليزي في مجال انتقالات اللاعبين. وفي إسبانيا ، اهتمت الصحف باقتراح زعيم الحزب الاشتراكي، بيدرو سانشيث، أمس، الذي راهن فيه بمنصبه كأمين عام للحزب. وهكذا كتبت صحيفة (إلموندو)، تحت عنوان "سانشيث يتحدى دياز في انتخابات أمام قواعد الحزب" أن زعيم الاشتراكيين اقترح إجراء انتخابات داخلية في أكتوبر المقبل، فيما انتقد قادة الحزب هذا الأمر وطالبوا سانشيث بتحمل مسؤولياته. من جهتها أوردت (أ بي سي)، تحت عنوان "سانشيث يقسم الحزب الاشتراكي في محاولة لإنقاذ منصبه"، أن أنصار زعيم الاشتراكيين والجناح المنتقد له يجربان قواهما قبل المؤتمر الفدرالي المقرر السبت المقبل، والذي سيقرر ما إذا سيتم عقد انتخابات داخلية أم لا. وفي سياق متصل ذكرت صحيفة (لا راثون) أن معارضي سانشيث يطالبون بأن يقدم 51 في المائة من أعضاء اللجنة التنفيذية للحزب الاشتراكي استقالتهم وتعيين مجلس لتدبير المرحلة إلى حين انتخاب أمين عام جديد لهذه الهيئة السياسية. أما (إلباييس) فأشارت، تحت عنوان "سانشيث بدل الاستقالة يدعو لمؤتمر للحزب الاشتراكي"، إلى أن الأمين العام للاشتراكيين يحاول الضغط من أجل عقد مؤتمر الحزب قبل أي انتخابات عامة ثالثة، مشيرة إلى أن ذلك لقي معارضة كبيرة داخل حزب الوردة. في سويسرا، اهتمت الصحف بالمناظرة الرئاسية الأولى بين المرشحين للبيت الأبيض، هيلاري كلينتون، ودونالد ترامب. وكتبت صحيفة "لاتريبون دي جنيف" بهذا الخصوص، أن الرهان المتمثل في هذه المناظرة الاولى " كان مرتفعا جدا لكلا المرشحين غير المحبوبين من قبل الأميركيين." وأوضحت الصحيفة أن السيدة الأولى السابقة للولايات المتحدة تمكنت منذ البداية من زعزعة استقرار منافسها من خلال تذكيره بانتظام بتصريحاته واستفزازاته مشيرة الى ان المرشح الجمهوري بدا كأنه يفقد التركيز خلال المناقشات. أما صحيفة " لوتون" فقالت إن "كلينتون فازت بسهولة في المناظرة الرئاسية الأولى"، مضيفة أن ترامب، الذي تصرف كأنه رجل أعمال وليس مرشحا للرئاسة ، وقع في أكثر من فخ نصبته له مرشحة الحزب الديمقراطي التي كانت مستعدة للمناظرة بشكل أفضل. وبحسب صحيفة " 24 أورو" ، فإن المناظرة الرئاسية الأولى أدت إلى مواجهة متوترة ومربكة في بعض الأحيان وذلك على بعد ستة أسابيع من انتخابات الرئاسة الأمريكية. وأضافت الصحيفة أن الملياردير ترامب ، الذي يقدم نفسه على انه رجل التغيير ضد المؤسسة ، يزعج العديد من الأميركيين بهجماته ضد النساء والمسلمين والمكسيكيين، و كذلك بسلوكه العدواني .