أطلقت المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر مبادرة تروم "العمل من أجل الغابات بمنطقتي البحر الأبيض المتوسط والساحل في ظل التغيرات المناخية"، برئاسة المندوب السامي للمياه والغابات ومحاربة التصحر عبد العظيم الحافي، إلى جانب سفير الاتحاد الأوروبي بالمغرب وممثل صندوق الأممالمتحدة للأغذية والزراعة (فاو) وشخصيات أخرى. وقال الحافي، ضمن تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، اليوم الخميس، إن اللقاء يعطي الانطلاقة لمبادرة إعادة تشكيلات غابات البحر الأبيض المتوسط وغابات الساحل، باعتبارها أكثر الغابات تضررا من التغيرات المناخية. وتحدث عن إشكالية التكيف مع هذه التغيرات المطروحة بقوة على صعيد استقطاب التمويل للقيام بمشاريع في المنطقة بالحجم المطلوب لعكس المنحنى التراجعي لهذه التشكيلات الغابوية. وأفاد المتحدث بأن الغابة تعد مصدرا لعيش الساكنة القروية التي تستخرج دخلها بشكل أساسي منها، وتلعب دورا أساسيا في التخفيف من أضرار الأحداث الطبيعية القاسية، كالحد من انجراف التربة ومن الجفاف، والحفاظ على مصادر المياه وامتصاص ثاني أوكسيد الكاربون. من جهته، اعتبر سفير الاتحاد الأوروبي المعتمد لدى المغرب روبرت جوي أن التغيرات المناخية تؤثر سلبا على الغابات والنشاط الفلاحي، وتدفع قاطني بعض المناطق إلى الهجرة، لافتا إلى دور المغرب في محاولة التصدي للتغيرات المناخية ومجهودات المملكة المبذولة في هذا الصدد، وعلى رأسها احتضان مؤتمر المناخ العالمي " كوب 22". وتستند مبادرة "العمل من أجل الغابات بمنطقتي البحر الأبيض المتوسط والساحل في ظل التغيرات المناخية" إلى رغبة الأطراف المعنية في توحيد جهود بلدان البحر الأبيض المتوسط والساحل لجذب الاستثمارات ومختلف التقنيات الجديدة للمحافظة على المناطق الغابوية. وتروم المبادرة إبراز أهمية الغابات وتأقلمها مع التغيرات المناخية والتخفيف من حدتها، إلى جانب وضع إطار للتعاون والشراكة الجهوية لتيسير تفعيل التدابير المتعلقة بالتأقلم مع التغيرات المناخية المندمجة في التدبير المستدام لكل أنواع الغابات، وإنعاش الممارسات الجيدة لتحقيق تدبير مستدام للمجالات الغابوبة في علاقتها مع التأقلم والتخفيف من حدة التغيرات المناخية. ويُعزى اختيار منطقتي البحر الأبيض المتوسط والساحل إلى كون الأنظمة الغابوية المتواجدة فيهما تتميز بالتنوع من حيث الأصناف والمناطق الحيوية المناخية، وتعكس تأثير تغير المناخ على البيئة الطبيعية. جدير بالذكر أن مساحة الغابات بمنطقتي حوض البحر الأبيض المتوسط والساحل تناهز 73.3 مليون هكتار. وبسبب حدة التغيرات المناخية، فمن المتوقع ارتفاع الحرارة ب 2 إلى 6.5 درجات مئوية في نهاية القرن، مما قد ينجم عنه انخفاض في معدل هطول الأمطار تقدر نسبته ما بين 4 و30 بالمائة في المنطقة المتوسطية، فيما ستتضرر بلدان الساحل من ارتفاع الحرارة ب 3 إلى 5 درجات مع حلول 2050، مع انخفاض في إنتاج المحاصيل الزراعية.