نحن كلنا مجرد.. ولهذه الأسباب، أنا أدعوكم أنتم من كل قلبي وعقلي إلى أن تعلنوا التضامن معه.. إنها، فعلا، مؤامرة ومخطط جهنمي يستهدف الإطاحة بسمعته، وتحقيره وإبعاده عن عالمه الذي ترعرع وشب من أجل تأثيثه بما لديه من ثقافة وفن وإبداع وعلم.. مؤامرة تستدعي منا، نحن المغاربة وحتى العرب والمسلمين، أن نتضامن معه ونؤسس تنسيقية وطنية من أجل إنصافه... ونبرمج لأشكال نضالية.. وقفات ومسيرات وعرائض للتضامن.. وأن ندعو المهاجرين العرب والمسلمين إلى الانضمام إلى قافلة التضامن من أجل الضغط بقوة على المتآمرين والخصوم المتربصين به.. فقد كان وما زال ضحية العم سام والخالة فرنسا وغيرها من قوى الشر الغربية التي تدعي القرابة منا؛ وهي، في الحقيقة، تسعى جاهدة إلى النيل منه، وتكسير شوكته التي نحتها بإصراره وصبره وصموده وتحديه لحياة الكدح وعزفه على أوتار الفضيلة والشموخ العربي الذي افتقده الكثيرون... كلنا، إذن، مجرد ... وسنظل هكذا مجرد... إلى أن يتم تجريدنا من مكوناتنا البشرية.. وإلحاقنا بقطيع الحيوانات... كلنا مجرد ببغاوات نردد ما نسمع... ونعطي أصواتنا لكل من يدفع أكثر... نطلق ألسنتنا حسب الطلب ووفق المقابل المادي والمعنوي.. للمدح والهجاء والرثاء والخطابات والغناء والضحك والصراخ والعويل ... كلنا، إذن، مجرد (طبالة وغياطة)، ندعم الفساد والاستعباد وندير ظهورنا لمن يستحقون دعمنا وتشجيعنا وتقديرنا.. نطلب ود التفاهة والسخافة والوقاحة. ونرفض العلم والمجد والسؤدد.. ننفخ في الأجساد التي لا محرك لها سوى الطبل والمزمار والكمان... ونقطع الهواء والتنفس على الأجساد التي لا تكل ولا تمل... ومحركاتها التي تعمل ليل نهار بدون توقف بلا وقود من أجل تنقية وتطهير الحياة، ومن أجل رقي وعفة كل الأجناس البشرية... محركات تزيد قوة كلما نزفت دما أو عرقا.. وترفض أن ينزف دمعها.. كلنا، إذن، مجرد أبواق نوصل رنين العفن ونحول صراخ الأبرياء وضحايا العبث إلى قهقهات وأنغام، ترقص على إيقاعاتها التماسيح والعفاريت التي يظهر أنها اختفت مع نهاية ولاية الحكومة الحالية، وأنها ستظهر مستقبلا بعد تشكيل الحكومة الجديدة في صور لكائنات أخرى غريبة، قد تكون من فئات الديناصورات... كلنا، إذن، مجرد جسور وضعت لتمرير الخطابات والبرامج الواهية والمخططات التي أعدت هناك حيث لا يوجد صاحبي مجرد.. إنها، فعلا، مؤامرة تحاك ضد المواطن المغربي والعربي من لدن خصوم العرب والمسلمين، وبتواطؤ مع مغاربة وعرب ترسخت داخل أدمغتهم سلوكات مشينة لا علاقة لها بالعرق أو بالدين أو حتى بالإنسانية الحقة.. مغاربة وعرب اختاروا نشر التفاهة والسخافة والوقاحة داخل بلدانهم، واختاروا العمل بأجهزة التحكم عن بعد والخضوع لتعليمات وأوامر من همهم تدمير المغرب والعرب.. اختاروا تثمين القوادة والنجومية الجوفاء ودعمها إعلاميا وماديا، عوض تثمين وتقدير وتكريم الطاقات والكوادر ومنحها فرص الإبداع والاختراع والتخطيط لنهضة بلدانها.. هذا مجرد ... مجرد مواطن مغربي يدعو إلى البديل.. من أجل السعادة... فهو ليس سعيدا ولا أسعد ... ولا يمت إلى ال(سعد) بصلة.. فهل أنتم متضامنون معه؟
