لم تتمكن الممثلة الفرنسية إيزابيل أدجاني من السيطرة على مشاعرها لحظة تكريمها، مساء الجمعة، ضمن فعاليات المهرجان الدولي للفيلم بمراكش. بخطوات ثقيلة تروي تاريخها الفني، وفي لحظة اختلطت فيها المشاعر الجياشة بالدموع، وجهت أدجاني الشكر إلى إدارة المهرجان على حفاوة الاستقبال وكرم ضيافة أهل المدينة الحمراء، وقالت عنها: "مدينة الفكر والروح، وفضاء للالتقاء الحر والإبداع". وجعلت إيزابيل لحظة تكريمها إبحارا في زمن رصيدها الفني، وقالت: "تقمصت دور المذنبة والضحية وتوجت ملكة في فيلم "ملكة ماركو""، مضيفة: "كل هذه اللحظات هي جزء لا يتجزأ مني، نحاول جاهدا تجاوز حواجز قد تكون غامضة بين الحين والآخر، حتى في علاقة البشر بالحيوان". مكرمة الليلة ما قبل الأخيرة لفعاليات الدورة السادسة عشرة للمهرجان قالت عن تجاربها المختلفة: "كل رحلة فنية هي رحلة حياة يعود منها الفنان مفعما بالإنسانية". وفي حديثها عن السينما، أوضحت: "هي فن يقرب العالم من قلوبنا عبر أعيننا، ويقرب الزمن ليصبح حيا مهما اختلفت تيمته، سواء تعلق الأمر بالحب أو النضال". واستطاعت الفنانة الفرنسية الجزائرية الأصل إيزابيل ادجاني أن تحتل موقعها البارز على خارطة النجومية والأسماء الخالدة في ذاكرة السينما والمسرح، وساهمت موهبتها في أن تقفز إلى فضاء النجومية والخلود في ذاكرة الفن ليس في فرنسا وحدها بل في ذاكرة العالم. بدأت عملها الفني بمؤسسة المسرح الوطني الفرنسي "لاكوميدي فرانسيز"، وسرعان ما فرضت وجودها الفني خلال الثمانينيات من خلال العديد من الأعمال المسرحية الشهيرة قبل أن تلفت انتباه المخرجين السينمائيين لتلعب أدوارا كبيرة بقوة نادرة. بدأت إيزابيل في السينما من خلال تشخيصها لدور فتاة متمردة تربطها علاقة مضطربة مع والدها، وكان ذلك في فيلم "الصفعة" الذي أخرجه كلود بينوتو، وقد دفعها النجاح الكبير الذي حققه هذا الفيلم إلى أن تصبح في مصاف الممثلات الفرنسية الشابات الأكثر نجاحا. وتوالت أعمالها وشاركت في العديد من الأفلام ولعبت دور البطولة في بعضها، ونالت عن مشاركاتها عدة جوائز بكل من مهرجان كان ومهرجان بورطو وغيرهما.