ابتكر باحثون أمريكيون خريطة رقمية بالغة الدقة لعرض التنوع العرقي في الولاياتالمتحدة، اعتمادا على تقنيات وكالة الفضاء والطيران الأمريكية "ناسا" والبيانات التي جمعتها هيئة الإحصاء الأمريكية على مدار أكثر من 20 عامًا. وتعطي الخريطة التي ابتكرها عالم الجغرافيا توماس ستيبنسكي، في معهد أبحاث الكواكب والأقمار في مدينة هيوستن الأمريكية، بمعاونة باحثين آخرين، لمحة بشأن تغير التركيبة العرقية للمدن الأمريكية خلال الفترة ما بين عامي 1990 و2010. ونقل موقع "ساينس ديلي" المتخصص في الأبحاث العلمية اليوم الأحد، عن ستيبنسكي قوله: "لا يدرك الناس أن الولاياتالمتحدة دولة متنوعة عرقيا ولكنها في الوقت نفسه تتصف بانفصال قوي بين العرقيات". وأتاح الباحثون الخريطة التفاعلية للجمهور، ويعتقد الباحثون أنها ستلقى صدى واسعًا وتساعد الصحفيين وصناع القرار والباحثين الذين يبحثون عن معلومات حول التركيبة العرقية لسكان الولاياتالمتحدة. وأضاف الباحثون أن الخريطة تمكن الباحثين على سبيل المثال من مقارنة خرائط السكان مع بيانات منفصلة مثل محلات البقالة، خطوط الحافلات أو العيادات الطبية لبحث مدى معانات الأحياء من نقص في الخدمات الحكومية أو الشركات. وتظهر البيانات التي تعرضها الخريطة على سبيل المثال، تدفق المهاجرين الآسيويين في مدينة سان فرانسيسكو على مدى السنوات العشرين الماضية، وتحديدا من جنوب شرق آسيا بعد ازدهار منطقة "وادي السيليكون". وقالت الباحثة آنا دونسكا التي شاركت في تنفيذ المشروع، إن هذه الخريطة سوف تتوافر بشكل علني ومن الممكن أن تكون مفيدة للصحفيين والباحثين وصناع السياسات. وأكد جيفري تمبرليك الباحث الأمريكي المتخصص في علم الاجتماع، أهمية الخريطة التي ابتكرها ستيبنسكي لدراسة التغير العرقي على مستوى الأحياء السكنية. وأضاف: "إنني أجدها خريطة رائعة، ولقد أخذت أمعن النظر فيها لمدة ساعة". وأوضح قائلا: "عندما تنظر إلى عدد من الأحياء السكنية في مدينة لوس أنجليس الأمريكية على سبيل المثال، فسوف ترصد تغييرا كبيرا خلال الفترة ما بين 1990 و2010 من حيث تضاءل عدد السكان من ذوي الأصول الأفريقية ونمو السكان من ذوي الأصول اللاتينية". ويرى تيمبرليك أن هذه الخريطة هي نوعية الأداة التي تفتح المجال أمام العديد من الأبحاث.
