تعليقا على الأحداث الدامية التي شهدتها مسيرة 20 يوليوز بمدينة الحسيمة، مساء أمس الخميس، والتي خلفت إصابات متفاوتة الخطورة في صفوف المحتجين وعناصر القوات العمومية، رفضت منظمة الأممالمتحدة التعليق على أسئلة الصحافيين بخصوص ما راج في وسائل الإعلام المغربية وشبكات التواصل الاجتماعي عن "قمع الاحتجاجات في الريف". فرحان حق، نائب المتحدث باسم المنظمة الأممية، في مؤتمر صحافي، جواباً على سؤال حول منع الحكومة المغربية لمسيرة 20 يوليوز، ومنع المواطنين من الوصول إلى الحسيمة للمشاركة في التظاهرات وخفض صبيب الإنترنت، قال: "بكل تأكيد نأخذ هذه المعطيات بعين الاعتبار، وسنتداول مع الأمانة العامة بخصوص موقفنا من الأحداث المستمرة". جواب نائب المتحدث باسم الأممالمتحدة لم يُقنع الصحافيين الدوليين المعتمدين لدى المنظمة، إذ اتهم أحدهم الأممالمتحدة ب"التهرب من إعطاء موقف واضح من الاحتجاجات الجارية في منطقة الريف بالمغرب؛ وذلك عبر تصريحات المتحدثين باسمها، خلال الندوات الصحافية اليومية التي يحتضنها مقرها لمبررات، بعدم التوفر على معلومات وافرة". وكانت العديد من الفعاليات الأمازيغية نظمت وقفات احتجاجية أمام مقر الأممالمتحدة في مدينة نيويورك، حيث عمدت "تنسيقية الحراك الشعبي لدعم الريف بأمريكا" إلى تنظيم خيمة حقوقية للتعريف بقضية المعتقلين على خلفية الحراك، ومطالب إقليمالحسيمة، كما وجهت تقريرا إلى الأمين العام للمنظمة، أنطونيو غوتيريس، تطالبه بالتدخل من أجل إطلاق سراح ناصر الزفزافي ورفاقه. يشار إلى أن الحسيمة كانت مسرحا يوم أمس لمواجهات دامية بين المحتجين وعناصر الشرطة التي فرقت المتظاهرين بالقوة، ما أدى إلى إصابات متفاوتة، أخطرها إصابة متظاهر على مستوى الرأس، نقل إثرها بواسطة مروحية إلى مستشفى السويسي بالرباط لتلقي العلاجات الضرورية، وسط أنباء متضاربة عن حالته الصحية. وفي وقت أكدت عمالة الحسيمة، في بلاغ لها، أن حصيلة المواجهات أدت إلى إصابة 72 عنصرا من هذه القوات بجروح متفاوتة الخطورة، و11 شخصا من المتظاهرين نتيجة استعمال الغازات المسيلة للدموع، أوردت مصادر محلية أن عدد الأشخاص الموقوفين تجاوز المائة، ويتم التحقيق معهم على خلفية الأحداث الأخيرة. وعن الخسائر المادية، أوضح البلاغ ذاته، أنه "تم تخريب وإحراق سيارتين تابعتين للقوات العمومية من طرف بعض المتظاهرين بأجدير"، فيما أظهرت بعض الصور على مواقع التواصل الاجتماعي عناصر من الأمن تقوم بتخريب بعض ممتلكات المارة.