نفى فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، أن يكون له انتماء لأي حزب سياسي في المغرب، لكن قال إنه يحتفظ بصداقات تعود إلى سنوات الدراسة مع عدد ممن أصبحوا اليوم قياديين في هيئات حزبية، واعتبر أن حزبه الوحيد هو العمل والإخلاص للملك والوطن. وتحدث فوزي، خلال حلوله ضيفاً على الغرفة الفتية الدولية بالرباط، ضمن لقاءات "45 دقيقة قصة نجاح"، بتفصيل عن مساره الذي بدأ من بركان في سنة 1970 إلى اليوم الذي يتقلد فيه منصباً مهماً في الرباط، ورئيساً لجامعة الكرة، وعضوا في اللجنة التنفيذية للاتحاد الإفريقي لكرة القدم، ونائباً ثالثاً لرئيس "الكاف" قبل أسابيع. جمعية الغرفة الفتية الدولية بالرباط، المنظمة لهذا اللقاء، اعتبرت فوزي لقجع، الذي خط لنفسه مساراً حافلاً ومميزاً، قصةَ نجاح تستحق أن تروى للشباب؛ إذ يتقلد منصب مدير الميزانية بوزارة الاقتصاد والمالية، ويُعد أصغر مسؤول في تاريخ المغرب يتولى هذه المهمة، وأول مسؤول يمضي فترة طويلة في هذا المنصب. مساره المتميز يظهر أكثر في المجال الرياضي وفي وزارة المالية، لكن ذلك لم يمنعه، في اللقاء الذي حضره العشرات من الشباب، أن يتطرق لعدد من الشائعات التي تُروج بكونه مقربا من حزب سياسي معين؛ إذ ظهر اسمه بشكل كبير خلال مرحلة تشكيل الحكومة كمرشح لحمل حقيبة وزارية. وقال لقجع إن الشائعات التي كانت تروج حوله تحدثت عن انتمائه لأكثر من 7 أحزاب سياسية، لكن نفى أن يكون له أي انتماء سياسي حالياً، وأشار إلى أن له علاقات صداقة مع قياديين في مختلف الأحزاب، من الأصالة والمعاصرة والتجمع الوطني للأحرار والعدالة والتنمية. من الصداقات التي كشف عنها فوزي علاقته مع إلياس العماري، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، الذي تعرف عليه حين كان يستضيف عدداً من النشطاء في الاتحاد الوطني لطلبة المغرب خلال دراسته بمعهد الزراعة والبيطرة، وقال إن العماري مكث معه في الحي الجامعي ثلاث سنوات. وأضاف أن ادريس الأزمي الإدريسي وعبد الغني لخضر، القياديين في حزب العدالة والتنمية، درسا معه في المدرسة الوطنية للإدارة، ويحتفظ بصداقات معهما إلى حد الساعة، حتى اعتقد البعض، حين تولى منصب رئيس الجامعة، أنه حظي بدعم من "البيجيدي". أما علاقته بعزيز أخنوش، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، فترجع إلى سنوات مضت حين كان رئيساً لجهة سوس ماسة بلون مستقل، ولا يزال يلتقي به إلى حدود الساعة كصديق؛ لأن معرفته به عمرها أكثر من عشرين سنة. وُلد فوزي لقجع في يوليوز من سنة 1970 في مدينة بركان، تمدرس هناك إلى أن التحق بالرباط ودرس بمعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة، نال دبلومه واشتغل في وزارة الفلاحة لسنة واحدة، ليغادر منصبه ويتوجه إلى شغفه الأول، وهو الدراسة في المدرسة الوطنية للإدارة والتخصص في المجال الاقتصادي. التحق بوزارة المالية منذ سنة 2000، وبعد سنوات أصبح مدير الميزانية، وهو أهم منصب في الوزارة والحكومة بصفة عامة، شغفه الكروي الذي ساهم فيه محيطه العائلي لم يغب عن همومه وهو يحمل ملفات مهمة في الرباط؛ فقد سبق له أن ترأس نهضة بركة، لكنه لم يكن يفكر في رئاسة الجامعة، والحظ والصدفة كانا سبباً في وصوله إلى كرسي الرئاسة، ليخلف الفاسي الفهري على رأس أغنى جامعة مغربية. يبلغ حالياً 47 عاماً، وحقق إنجازات هامة في حياته، لكن فوزي يعتبر مساره متواضعاً جداً، ويرى أن ترعرعه في عائلة متعلمة كان حظاً بالنسبة إليه، وأورد أنه أمضى سنوات عديدة مع جده إلى أن تخرج من معهد الزراعة والبيطرة سنة 1992. وقال: "أعتبر جدي مدرسة تعلمت فيها الكثير، وكوني كنت أمكث وحدي في المنزل بينما هو خارج البيت ساهم في بلورة شخصيتي، وأتذكر أنه كان يخصص لي حصص تحليل خلال الانتخابات التي جرت سنة 1983 حول تدخلات الأحزاب السياسية". وكشف أن أهم ما أمضاه في معهد الزراعة والبيطرة هو أنشطة الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، ويعتبر الحلقيات التي كان يؤطرها الطلبة في ما بينهم تعتبر أهم تكوين سياسي تلقاه، وكان له بالغ الأثر في تكوينه الفكري والشخصي. وتساءل الكثيرون كيف يمكن للقجع أن يزاوج بين مهام ثقيلة في وزارة المالية ورئاسة الجامعة ومسؤوليات إفريقية، وأجاب: "الكرة بالنسبة لي استراحة نفسية أحبها، وحين أذهب إلى الملعب أكون في حالة جيدة". وأشار إلى أنه لم يكن يرغب في خوض غمار الانتخابات في "الكاف"، لكن "ما جعلني أتقدم هو أن الشخص الذي كان يمثل شمال إفريقيا ينتمي إلى الجارة الحبيبة، وكان يخلط الكرة بالسياسة، وكنت مجبراً على ذلك، ونجحت في الأخير".