توفي، اليوم الخميس بمدينة مراكش، المقاوم العلامة محمد الحبيب محيي، عن سن يناهز 85 سنة، وستقام صلاة الجنازة على الفقيد غدا الجمعة بمسجد الكتبية، وسيوارى جثمانه الثرى بمقبرة الزاوية الدرقاوية في "فحل الزفريتي"بالمدينة. وأوضح المترجم والأديب محمد آيت لعميم أن محمد الحبيب محيي كان من رفقاء المفكر والمقاوم مولاي عبد الله إبراهيم، أول رئيس حكومة بعد الاستقلال، ويعد من أنجب تلاميذ عبد الله إبراهيم ومن فهم فلسفته، وظل وفيا له طيلة حياته حتى موته، مؤلفا مجموعة من الكتب من بينها كتابه "عبد الله إبراهيم" وكتاب "الصرخات الأربع". وأورد آيت لعميم، ضمن تصريحه لهسبريس، أن محمد الحبيب محيي أسهم في مجموعة الأنشطة الاجتماعية والثقافية لمراكش، منذ زمن الاستعمار إلى الاستقلال، وهو أول من أسس أول فرقة مسرحية في زمن الحماية، ودافع عن ساحة جامع الفنا أمام دعوات إغلاقها، وكان له الدور الكبير في تحسين حالة فقراء المدينة ونقلهم إلى تجمع سكاني بالداوديات (ديور المساكين)، ولعب دورا كبيرا في إيفاد مجموعة من التلاميذ والطلبة لاستكمال دراستهم الجامعية بفرنسا. من جهته، قال جعفر الكنسوسي، رئيس جمعية منية التي تهتم بتراث المدينة القديمة بمراكش وأعلامها، ناعيا المرحوم، "إذا ذكر الشرف والسيادة القعساء، ومكارم الأخلاق في مغربنا قاطبة، ذكر سي الحبيب، بكفاحه ضد الحماية قبل فجر الاستقلال، في أوساط طلبة الجامعة اليوسفية، مركز مكافحة الاستعمار، وتصدر الجماعة بعده بعمله النزيه، وصرامته وسياسته رجاحة عقله وصدقه وعفته. وأضاف الكنسوسي، في تصريح لهسبريس، "إننا فقدنا أحد عظمائنا وأكابرنا، الذين جمعوا بين الولاية والنبوغ والرسوخ في محبة الوطن، لقد دخلت هذه الأسرة الشريفة من سوس إلى مراكش كما يدخل الأبطال، فالسوسي يدخل الحمراء، إما أميرا أو عالما، أو تاجرا أو طالبا، فدخل هؤلاء السادة من باب عال، باب العلم والتجارة والنزاهة والرياسة، والحاصل أن أحد خاتمة فحول الرجال قد رحل عنا إلى دار البقاء". وكان الفقيد قد عين قيد حياته مندوبا لحزب الاستقلال بديوان عامل مدينة مراكش سنة 1956، قصد الموافقة وإعطاء شهادات من أجل تعيين رجال السلطة بعد الاستقلال، وكان متصرفا من الدرجة الممتازة، بعد ذلك عين خليفة لعامل المدينة بمقاطعة باب دكالة شتنبر 1956. ويعد المناضل والمقاوم محمد الحبيب محيي أول شاب في مراكش حصل درجة العالمية من جامعة بن يوسف سنة 1951، ومن العشرة اليوسفيين الذين شكلوا النواة الأولى للمقاومة في مراكش والمغرب برفقة مولاي عبد السلام الجبلي.