مأساة حقيقية عاشتها مدينة مريرت، إقليمخنيفرة، يوم الاثنين 23 نونبر 2015، بعد وقوع جريمة مروعة بطلتها شابة، في العشرين من عمرها، أقدمت على قتل رضيعها والرمي به وسط شجيرات من القصب بمحاذاة أحد الأودية الموسمية ضواحي «حي آيت حجو» خارج مركز المدينة، وكاد الفعل أن يمر في صمت لولا افتضاح أمرها إثر تقدمها لطبيب المستشفى المحلي الذي من خلاله دخلت الشرطة على الخط وتمكنت من فك لغز الحادث الفظيع الذي هز خبره أرجاء المدينة. وأفادت مصادر «الاتحاد الاشتراكي» أن الشابة، التي لم يمض على وفاة والدها إلا حوالي شهر، كانت حاملا، ولعلها ترددت في التخلص من جنينها حتى لا ينكشف أمرها، على ما يبدو، إلى أن اكتمل حملها على رأس شهره التاسع، فوضعته في ظروف غامضة، ولم تعتقد أن تقدمها للمستشفى المحلي لعلاج نزيف ألمّ بها سيفضح الأمر، إذ بمجرد معاينتها من طرف طبيب هذا المستشفى حتى أثارته حالة النزيف بشكل مريب، وراودته شكوك في حدوث أمر ما تحاول الشابة إخفاءه، وبعد تأكده أن النزيف يعود لعملية ولادة حديثة أنكرت المعنية بالأمر، وشددت على أن حالتها مجرد آلام بسيطة أدت إلى النزيف. ووفق مصادر «الاتحاد الاشتراكي»، لم يفت طبيب المستشفى المحلي إشعار مصالح الشرطة بالحالة التي بين يديه، من أجل إخلاء مسؤوليته واكتشاف الحقيقة، وعلى ضوء ذلك، انتقل رجال الشرطة على الفور إلى المستشفى، وأخذوا في التحقيق مع الشابة التي تمسكت بإنكارها، مقابل إصرار الشرطة على كشف غموض اللغز، سيما أمام الارتباك الواضح الذي كانت عليه، لكنها لم تتمكن من الصمود أكثر وهي تنهار باكية أمام أسئلة المحققين وتعترف بما ارتكبته، وأنها وضعت وليدا وقتلته في حينه، وتخلصت منه ضواحي حي آيت حجو لإخفاء معالم الجريمة، مبررة فعلتها بكونها تعاني من ظروف عائلية قاسية. وبعد ذلك مباشرة، انتقل أفراد من الشرطة والقوات المساعدة والإسعاف إلى المكان المعلوم، حيث تم العثور على الرضيع مقتولا ومذبوحا، من خلال أثار جرح عميق على رقبته، فتم إيقاف المعنية بالأمر، ومراعاة لظروفها الصحية المتردية تم نقلها للمستشفى الإقليميبخنيفرة تحت الحراسة الأمنية، في أفق استئناف التحقيق معها حول ملابسات ودوافع الفعل الإجرامي وأطرافه، وما إذا كان الحمل قد نتج عن علاقة غير شرعية أم هناك بعض الظروف العائلية الصعبة؟، وهل سبق لها محاولة الإجهاض؟ كما ليس من المستبعد أن تكون التحقيقات ستجري لمعرفة ما إذا كانت المذنبة قد قامت بتوليد نفسها أم بمساعدة طرف آخر، وهل هي سليمة نفسيا وعاطفيا؟ إلى غيرها من التساؤلات العالقة التي تنتظر فك لغز القضية قبل إحالتها على أنظار العدالة.