عرفت مجموعة من البارسيلات الغابوية المشجرة بشجرة الأرز والمسيجة بالمنطقة الغابوية لأجدير، التابعة لأحواز المياه والغابات ومحاربة التصحر إقليمخنيفرة تجاوزات خطيرة، تمثلت في استهداف الشجيرات التي كانت تنمو بها، وإتلافها وضياعها بفعل غياب الرقابة والمحافظة على هذه الشجرة بالمنطقة المذكورة، علما أن المديرية الإقليمية للمياه والغابات كانت وما تزال تخصص دعما عبارة عن منح، يتوصل بها ذوو الحقوق من الساكنة المجاورة لتلك القطع الغابوية المستهدفة مقابل المشاركة في حراستها والحفاظ عليها. وحسب المعطيات المتوفرة لدى موقع خنيفرة أونلاين فإن البارسيلات والقطع الغابوية المسيجة والمشجرة بشجرة الأرز منذ قرابة ست سنوات تقريبا والمعنية، توجد شمال البارسيل 108، وهي على التوالي "بارسيل أوسار" و "بارسيل تملالت" و "بارسيل زقومت"، وهي كلها تابعة للمنطقة الغابوية أجدير بخنيفرة. المثير في القضية وفي إطار الأبحاث التي قامت بها الجريدة، هو مصير الدعم السنوي الذي كان مخصصا لهذه البارسيلات التي ضاعت شجيراتها بفعل غياب أو ضعف المراقبة، سواء من طرف المياه والغابات أو شركائها من ذوي الحقوق، إذ وكما هو معلوم، وفي إطار تشجير المناطق المستنزفة أو التي نالت منها الحرائق خصصت المندوبية السامية للمياه والغابات ميزانيات ضخمة لمثل هذه الأوراش، منها ما ينصرف إلى تدبير الإدارة للقطاع، ومنها ما يكون مخصصا للدعم والمنح التي تسلم للساكنة المجاورة للقطع والبارسيلات المشجرة مقابل أن تقوم هذه الأخيرة بحراستها وحمايتها والحد من ولوج الماشية إليها، لكن، مع القطع المذكورة لم يحدث ذلك، مما يطرح أكثر من تساؤل عن أوجه صرف ذلك الدعم وتلك المنح، وعن دور المديرية الإقليمية بخصوص متابعة مشاريع التشجير عن كثب والوقوف على ما يعتريها من اختلالات. الشيء الذي صح معه وصف الأمر بالتواطؤ المكشوف، وبالتالي ضرورة قيام لجن المراقبة المختصة بأدوارها، سواء على المستوى الإقليمي أو الجهوي أو الوطني. من جهة أخرى، وعلاقة بالمنطقة الغابوية أجدير التابعة للمديرية الإقليمية للمياه والغابات بخنيفرة دائما، سُجِّل تجاوز خطير أيضا، يتمثل في بناء براريك عشوائية مصنوعة من ألواح خشبية أرزية داخل الملك الغابوي، وبالضبط بالبارسيل 106 المحاذية لطريق أغبالو إخوان في اتجاه تيكلمامين، ويحتلها أربعة أشخاص معروفين بالمنطقة، ويتباهى البعض منهم بأن الأمر في علم المدير الإقليمي للمياه والغابات ومحاربة التصحر بخنيفرة. والمثير أيضا في هذه القضية هو تواجد البراريك العشوائية المبنية فوق مساحة البارسيل 106 قرب طريق أغبالو إخوان التي يستعملها المراقبون الغابويون، ويستعملها المدير الإقليمي للمياه والغابات بخنيفرة، لكن دون أن يحركوا ساكنا. يحدث كل هذا التواطؤ والتغاضي حول هذه الاستهداف الجائر للأملاك الغابوية في ظل سعي الإدارة نفسها إلى تطبيق مساطر التحديد الغابوي بحذافيرها في حق تجمعات سكنية قديمة تعود لسنوات خلت، وبالمقابل تتغاضى عن الاستهداف الآني واللحظي، في ظل غياب تجديد واضح ومواز لقوانين التحديد الغابوي الذي ما يزال فرنسيا دون تعديل منذ أيام الاستعمار. إن ما يقع بمجموعة من المناطق الغابوية التابعة لإقليمخنيفرة يستدعي تدخلا عاجلا من ذوي الاختصاص، خاصة وأن الأمر يتعلق بشجرة نادرة تصرف عليها الملايير دون أن ينعكس ذلك على أرض الواقع.