شمتك... عرفتك'' أحد الأمثلة المغربية الشهيرة، وأبسطها تكونا من الكلمات، وأعمقها تعبيرا معنويا.ففي زمننا الحالي، إذا أخلصت نياتك في التعامل ونبلت في كل تصرف خاصة مع من تحسبهم ''إخوانا'' لك او أصدقاء الدرب، جمعكم الحلم الواحد، آخذا بعين الاعتبار في كل تصرف مبادئ الاخوة والصداقة التي ''انقرضت في زمننا الحالي''، فإن الآخرين يعتبرونك ساذج قرنهم، وغبي زمانهم، فيستغلوك حين مصلحتهم أبشع استغلال ويلقوا بك في قمامة الدهر دون عرفان بالجميل ولا اعتبار للصداقة التي جمعتكم يوما حين انتهاء مصلحتهم، بل والأقذر من ذلك يهاجمك بما استأمنته عليه يوم ''السذاجة'' على حد تعبيرهم.... تواجد الذئاب وتصرفاتهم الماكرة لا يقتصر على تواجدها في الغابات أو البراري فقط بل استحوذت مبادئها حتى على فكر البشر فصاروا أمكرا من الذئاب، بل تجده يفرض وجوده أكثر وأقوى في الحياة الافتراضية والمنابر الإعلامية التي تؤسس لغرض معالجة قضية أو قضايا عامة او مناقشتها. فحينما ترى البعض من مشاركاتهم في المنابر الإلكترونية خاصة للوهلة الأولى فاول ما يأتي إلى ذهنك أن هؤلاء الناس لا يوجد مثلهم في أرض الواقع، بل نذر تواجدهم جدا، فيترتب عن ذلك تصورات العيش الكريم والسليم في ''المدينة الفاضلة'' التي عمل عليها سقراط، وأخرجها أفلاطون، في حين أنهم أخبث وأسفل وأحقر من ذلك، اناس مهما كبر سنهم صغر عقلهم، اناس كلما توسعت اجسامهم ضيقت حليهم، وكلما أكرمتهم تمردوا، وكلما اتمنتهم خانوا، وكلما حدثوك كذبوا، وكلما عاهدوك أخلفوا، وكلما صادقتهم نافقوك، وكلما تعلموا جهلوا، وكلما على مستوى مراتبهم كلما انحطت شخصيتهم وأخلاقهم فأعضاء مجتمع الذئاب حينما تتعرف إليهم شخصيا، يراودك شعور غريب، ربما للظرافة والطيبوبة المفرطة والمصنعة في التعامل معك لأول وهلة، أو ربما للهدوء الذي يسبق العاصفة، فتبادر بالتعامل معهم بعفوية متخذا أسس الصداقة والاخوة الحقيقية فتأتمنهم على أسرارك، وكل مايدور في خاطرك، دون خوف أو ارتياب وبصدق تام ونية سليمة دون أدنى شعور أن ذلك الفرد ليس إلا مجرد ذئب ماكر بمجرد ما ستاتيه الفرصة المناسبة سينهش في لحمك الهش، كنهش ذئب البراري في جسم الغزال، بل أنه سيقفز عليك قفزة الفهد على طريدته، لكن الغريب في الأمر تلك الذئاب انها لا تتحلى بالمسؤولية ولا حتى بالشجاعة لمواجهتك وجها لوجها أو على الأقل ''بما انهم يحبون النميمة'' انتقاذك والخوض في امورك باسمهم الحقيقي العاري، بل يتطرقون لهكذا أمور باسم مزيف ومقنع لأنه بكل بساطة يمكنهم من تغيير آرائهم كتغييرهم ملابسهم الداخلية، والتغير مع أي موجة رياح تأتي صوبهم، فيهاجمونك وينزلون بوابل من الصفات الكاذبة والاتهامات المجانية من وراء حجاب والأقذر من كل هذا وذاك يهاجمونك في خصوصياتك اليومية ك: كيف تأكل، وماذا تأكل؟؟ كيف ومتى تعمل وأين؟؟ ، فلم يتبقى إلا أن يأتوا ليقوموا بدور شرطة التفتيش. فهكذا تصرفات ضمن مجتمع إنساني، تستحق بامتياز أن يلقب محيطها بمجتمع الذئاب، لأن تلك الأمور هي من شيم الذئاب، في كل مرة يلبس الثوب الذي يناسب الوضعية التي يريد أن يقضي بها مصلحته الشخصية، ليعود إلى أصله القذر حالما ينهي مهمته. وكرسالة لهؤلاء الذئاب: ''مكر الذئاب وانفصام شخصياتها يعلمها الصغير قبل الكبير ولعل قصة ''ذات الرداء الاحمر'' خير دليل، والتي قرأناها في عز الصبى، وعليه، إذا أردتم انتقاذ شخص معين، أو مهاجمته، او الخوض في خصوصياته، فافعلوا وقولو ما شئتم لكن بتوقيع اسمكم العاري –ولو انني اعلم علم اليقين أنكم اجبن وأقذر من هكذا تصرف- لا باسمكم المقنع وبكل سافلة وقذارة وحقارة، واعلموا علم اليقين أنني اعلم عنكم مالم تصرحوا به يوما، اعلم عنكم وعن أفعالكم القذرة الشيء المفصل ناهيك عن الماضي السافل الخاص بكم، لكن مبادئي وقناعاتي تحرم علي الخوض في الخصوصيات بكل بساطة لأنها ''حرمة''، قد اواجهك بما اقترفته ضدي يوما، لكن بخصوصياتك أبدا لن تشاهد هكذا تصرف من طرفي، ولن أرد بالمثل أبدا فالحكماء قديما قالوا: -أعقل الناس من لم يتجاوز الصمت في عقوبة الجهال-''. وقد صدق الدكتور الشاب ''عمر خالد'' حين قال: ''قد نشتري كل شيء في الحياة إلا القلوب الصافية فهي التي تهب نفسها دون مقابل''.