كشفت دراسة لمنظمة اليونسكو حول الوضع التعليمي بالمغرب خلال الخمس عشرة سنة الأخيرة، أن نظام التربية والتكوين يعاني من ولوج غير كامل وغير متكافئ للتعليم، بالإضافة إلى نقص في جودة العملية التعليمية، ولا فاعلية داخلية وخارجية للنظام، وأضافت الدراسة التي أنجزها ثلاثة باحثين متخصصين في الأنظمة التعليمية العمومية، أن استراتيجية تعميم التعليم خصوصا في مستوياته الأولى، التي راهن عليها صناع الإصلاح مازالت مأملا بعيد المنال، مشيرة إلى أنه إذا كان التعليم في الأوساط الحضرية شبه معمم في مستوييه الابتدائي والإعدادي، فإن الحالة في الوسط القروي تبتعد كثيرا عن هذه الصورة، بالإضافة إلى أن نسبة كبيرة من الأطفال والشبان يستمرون في النشاط خارج المدرسة، وبالتالي يحرمون من أي عرض تعليمي رسمي كان أو غير رسمي. وفي السياق ذاته، اعتبرت الدراسة أن أهم النقط السلبية التي يعاني منها قطاع التعليم بالمغرب، هي اللافعالية الداخلية والخارجية التي تتجلى في نسب التكرار ومغادرة الدراسة، بالإضافة إلى المعدلات المتدنية في نسب الاحتفاظ بالتلاميذ، خصوصا في المستوى الابتدائي في الأوساط القروية، وأوضحت الدراسة أن اللافعالية الخارجية للقطاع التربوي تتضح كذلك في الهوة التي تتسع يوما بعد آخر بين مستويات خريجي الثانويات والجامعات ومتطلبات سوق الشغل.