♦ ملخص السؤال: فتاة متزوجة حديثًا ولديها مشكلاتٌ مع زوجها، ويحاول جاهدًا أن يعلمها، لكنها لا تتعلم، وتظن نفسها فاشلةً أو مريضةً نفسيًّا لعدم تعلُّمها!
♦ تفاصيل السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أشكركم بدايةً على هذه الشبكة المتميِّزة، وأسأل الله العليَّ القديرَ أن ينفعَ بكم، ويجعلكم من أهل الفردوس.
أنا متزوجةٌ منذ عام ونصف، لكن حياتي الزوجية غير مستقرة، فبيني وبين زوجي مشكلات دائمة، ولولا لطفُ الله بنا لأدى بنا الحال إلى الطلاق!
أنا جامعية، وأقع في كثيرٍ مِن الأخطاء، وزوجي ينصحني كثيرًا، ثم أعود وأكرِّر الأخطاء بدون قصد، ولا أعلم هل أنا مريضة نفسيًّا أم عنيدة؟
حقًّا لا أجد جوابًا لسؤالي، فقد سَئِمْتُ حياتي، ولا أتغير، ولا أتعلم من أخطائي، مع أن زوجي منذ أن تزوجني وهو يُوَضِّح لي طبيعته وكل ما يتعلق به!
زوجي يطلب مني أن أشاركه الحديث، ولكني لا أستطيع، بل أقول له: لا يوجد عندي كلام!
بدأتُ أقتنع أني زوجة فاشلة، ولن تُرَبِّي جيلاً ناجحًا؛ لأني فشلتُ في إسعاد زوجي
رجاءً أخبروني ماذا أفعل؟ الجواب
بسم الله، والحمدُ لله، والصلاةُ والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبِه، وسلّم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين. نشكر لك ثقتك بنا، وجزاك الله خيرًا على دعواتك الطيبة.
عزيزتي، أنتِ لستِ مريضةً نفسيًّا، وكلُّ ما في الأمر أنكما في بداية حياتكما الزوجية، والعلاقةُ الزوجيةُ تختلف اختلافًا كليًّا عن العلاقة في فترة الخطوبة؛ فبعد الزواج تزْداد المسؤوليات، وتكْثُر الواجبات، ويجد كلُّ واحدٍ مِن الزوجين نفسه وكأنه يتعامل مع شخصٍ لا يعرفه، فكأنهما يَمُرَّان بمرحلةِ تعارُف حقيقية بعد الزواج، يسعى كلٌّ منهما للتكيف مع الآخر، والتوافق مع طبائعه، فقد أتى كلُّ واحدٍ منهما من بيئةٍ مختلفة، وعاداتٍ متباينةٍ، وتربية مختلفة؛ مما يُؤدي إلى كثرة التصادم في بداية الزواج، ويختلف ذلك باختلاف شخصيات الزوجين، فقد تكون الزوجةُ اجتماعيةً تهتم بإقامة علاقات كثيرة، في حين أن الزوج انطوائي، وهنا تحدث المشكلةُ لصعوبة الوصول إلى حل وسَطٍ بين الطرفين.
عليك أن تحاولي فَهْم زوجك، وأن تتعرفي على ما يُحِبُّ وما يكره، كما أن هناك أمورًا مشتركةً يَكْرَهُها الرجالُ، ولا بد أن تَفْطِني لها؛ ككثرة طرْح الأسئلة وكأنك تقومين بعملية تحقيق، كذلك كثرة الكلام والطلبات عند عودته مِن عمَلِه.
تخيَّري الأوقاتِ المناسبةَ للحديث معه في أموركما، وتجنَّبي النكد وكثرة الزعل؛ فالرجال يحبون الزوجةَ المبتَسِمَة البَشوش!
قد تكون المشاكل بسبب تنظيم ميزانية المنزل، وقد تنشأ المشاكلُ أيضًا بسبب حنين الزوجة لبيت أهلها؛ مما يُسَبِّب غيرة وحساسية الزوج وغضبه وعناده أحيانًا.
وأخيرًا، فإن تلك المشكلات لَم تكن لتحدث أساسًا إذا لم يتدخَّل الشيطان في السعي لإفساد العلاقة بين الزوجين، فإن أفضل عمل يعمله الشيطانُ هو التفريق بين الزوجين.
وأنصحك بقراءة كُتُب عن الحياة الزوجيَّة، والتجديد في حياتك، وتغيير الرُّوتين بأشياء بسيطة؛ كاللباس، وتغيير مكان الأثاث، وغيرها من الأمور التي قد تكسر الرتابة والمَلَل في الحياة الزوجية.
أسأل الله العليَّ العظيمَ أن يُوَفِّقك في حياتك، ويرزقك حياة زوجيةً سعيدةً هانئةً