قضت المحكمة الابتدائية بوجدة، زوال يوم الجمعة الأخير بإدانة ثلاثة نساء بشهر حبسا نافذا وغرامة مالية قدرها 500 درهم لكل واحدة منهن بتهمة الإدلاء بتصريحات كاذبة وإهانة الضابطة القضائية ، ويتعلق الأمر بفتاة تبلغ من العمر حوالي 19 سنة وشقيقتها البالغة من العمر حوالي 30 سنة متزوجة وأم لطفل في ربيعه الثامن إضافة إلى ابنة خالة زوجها البالغة من العمر حوالي 22 سنة وتعود تفاصيل الحادث حينما غادرت النساء الثلاثة بيت الأسرة المتواجد بأحد الأحياء الشعبية الكائنة بشرق مدينة وجدة خلال بداية هذا الشهر من أجل القيام بجولة بوسط المدينة، حل الظلام ولم تعد النسوة لبيت الأسرة، انشغل الوالد بهذا الغياب المفاجئ، فبحث عنهن في كل مكان دون أن يعثر على أثر لهن ، وخلال الفترة المسائية من اليوم الموالي عادت الفتاتان إلى المنزل وتخلفت المرأة المتزوجة عن الموعد لملاقاة ابنها الذي كان ينتظر عودتها بفارغ الصبر في غياب والده الذي يشتغل بالديار الجزائرية، حاولت الفتاتان في بداية الأمر تبرير غيابهما عن المنزل أمام الوالد الذي لم يقتنع بكلامها وروايتهما ففضل إخبار الشرطة بالأمر، وخلال الاستماع إليهما في محضر رسمي أكدتا أنهما تعرضن للاختطاف مباشرة من خروجهن من المنزل بطريقة هوليودية من طرف عصابة إجرامية مدججة بأسلحة نارية تتشكل من أربعة أفراد تتراوح أعمارهم ما بين 22 و28 سنة كانوا على متن سيارة رباعية الدفع سوداء اللون زجاجها يحجب الرؤية ، حيث تم اقتيادهن إلى منزل مهجور بضواحي مدينة وجدة بالقرب من إحدى الأسواق التجارية الكبرى، أين قضين الليل هناك وأضافتا خلال تصريحهما أمام المحققين أنهما فهمتا، كونهما أمام عصابة إجرامية تتاجر في الأسلحة والمخدرات وأن أفرادها على معرفة بزوج إحدى المحتجزات واتضحت لهما الأمور أن هذا الأخير ينشط ضمن هذه العصابة ولا سيما بعدما أدلوا بواصفاته لزوجته ، قبل أن يتم إخلاء سبيلهما فيما احتفظ أفراد العصابة بالمرأة المتزوجة انتقاما من زوجها ، اتخذت عناصر الشرطة تصريحاتهما محمل الجد، وجندت بعض من عناصرها من أجل تولي مهمة فك لغز هذه الجريمة وتفكيك أفراد عصابتها ولاسيما أن التصريح يفيد بأن العصابة تتوفر على أسلحة نارية وتتاجر فيها وفي باقي الممنوعات الأخرى، فسارت سيارة الأمن في اتجاه المنزل المهجور أين تم احتجازهن، في لحظة ما علا الارتباك محيا الفتاتين وأقرتا أن ما صرحتا به من أقوال لا أساس له من الصحة، توقف السائق وعاد الجميع أدراجه نحو مقر الدائرة الأمنية الخامسة، حيث اعترفتا الفتاتين ، أن سيناريو الخطف والاحتجاز تم حبكه من طرف المرأة المتزوجة لتبرير غيابهما عن البيت وإتاحة الفرصة لها البقاء مع عشيقها في بيته بمدينة بركان ، ليتم اعتقال الضنينات ووضعهن تحت الحراسة النظرية، وإحالتهن على العدالة التي أدانتهن بالحبس النافذ. ولما وصل الخبر إلى الزوج الذي كان يشتغل بالجزائر، عاد للتو إلى مدينة وجدة، وتقدم بشكايتين في الموضوع لدى وكيل المحكمة الابتدائية عن طريق هيئة دفاعه، تتوفر "الأخبار" على نسخ منها، يطالب في الأولى باسترجاع ابنه البالغ حوالي 8 سنوات لإنقاذه من التشرد في ظل وجود الزوجة في السجن ، وفي الشكاية الثانية يتابع والدة ابنه بتهمة الخيانة الزوجية.