أبرز فوزي العرابي، رئيس اتحاد التعليم والتكوين الحر بوجدة، أن الاكتشافات الحديثة والتطورات التقنية والمعلوماتية التي وصلت إليها البشرية تزيد تقدما و تطورا بشكل مذهل، شملت عالم الاتصال والتواصل عبر الفضائيات والانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي. وأضاف:"إذا كانت نعم شتى اكتسبها هذا المجال، واستفادت منها الثقافة والفكر وباقي العلوم، ووطدت العلاقات بين الأسر قريبها وبعيدها، وساعدت على كسب المعرفة والتحصيل، فإن هناك جوانب سلبية قائمة أفضت إلى التأثير على سلوكات الأبناء، وزحت بهم في متاهات ومسارات صرفتهم عن الدارسة والتحصيل، وتراجعت بمستوياتهم إلى الحد الذي أصبح واضحا يلمسه الجميع...". وزاد مدير المؤسسة المحمدية للتعليم الخاص بوجدة، أن المهتمين بهذا المجال في الدول المتقدمة سرعان ما سارعوا إلى إعطاء الظاهرة العناية، فتجندوا تقديم دراسات وأبحاث لما تفاقمت به سلبيات مواقع التواصل الاجتماعي بسوء استعمالها، ولما أصبحت تغذيه من فساد أخذ يجر النشئ إلى ما لا تحمد عقباه. وكشف المتحدث، خلال الندوة الجهوية الثانية التي نظمت مؤخرا بوجدة تحت شعار:"تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على الأسرة"، أن الإشارات كلها تقول إن الآباء والأمهات يعيشون حالات تخوف وقلق على أبنائهم في هذا الصدد، ولكن الواضح أنهم جزء من المشاكل بسبب تغافلهم وإهمالهم، وعدم مراقبتهم لسير أبنائهم من جهة، وانغماسهم أيضا في نفس اللعبة بمواكبتهم المسلسلات التلفزية وتسمرهم أمام أجهزة التلفاز ومعانقة الهواتف النقالة بالبيت للإطلال على صفحات الانترنيت وتصفح مواقع التولصل الاجتماعي من جهة ثانية . وأشار، أن الشعوب العربية مازالت ضمن الشعوب التي لم تتجاوز بعد كثيرا من المراحل التي تجاوزتها شعوب ومجتمعات متقدمة، تستهلك فقط بوعي وبغير وعي ما ينتجه الآخرون، مستهدفين لتوجيهات وإيحاءات لا تتوافق وقيمنا، وما نطمع إليه في إطار ديننا الحنيف. هذا، وقد تضمن برنامج هذه الندوة الجهوية التي أدارها الدكتور زهر الدين طيبي مجموعة من المداخلات، تنوعت بين القانوني والصحي والتربوي. يشار، أن اللقاء المنظم من طرف فرع اتحاد التعليم و التكوين الحر بوجدة، يأتي إسهاما من الفرع في التعريف بالجوانب السلبية والإيجابية في مواقع التواصل الاجتماعي وتأثيراتها على سلوكات النشئ.