من أشهر المشاهد التي ظلت عالقة بذهن جيل المقاومة والاستقلال صورة الباشا الكلاوي وهو ينحني لتقبيل قدمي السلطان محمد الخامس، معلنا توبته وراجيا العفو والصفح، وهو ما أنعم عليه به السلطان، وحسب مصدر كان مقربا من دار المخزن، في ذلك الوقت بالذات كانت نظرات الملك الراحل الحسن الثاني (ولي العهد آنذاك) تعبر بوضوح عن حقد واحتقار لباشا مراكش الكلاوي، حيث قال لأحد الشخصيات التي كانت بجانبه: "لا أطيق هذا الرجل". الحسن الثاني، الذي جرب الأصدقاء والأعداء على حد سواء، وترك لقلبه مرات عديدة صلاحية اتخاذ قرارات تاريخية، كان رجل دولة يعرف جيدا كيف يسيطر على إحساسه في مواجهة شخصية ما، وفي نفس الآن إنسانا عاطفيا يترك المساحة الأكبر لشعوره في تقييم الأشخاص، حيث كان إنسانا لا يستطيع أحيانا إخفاء حبه وكراهيته على حد السواء.