عبر مصطفى الرميد، وزير العدل والحريات، عن فرحه بإعادة فتح دور القرآن التابعة لجمعية الدعوة إلى القرآن والسنة، التي يرأسها الشيخ السلفي محمد المغراوي، وتأكيده على أن هذه الدور يجب ألا تخضع لأي اعتبارات حزبية وأن تبقى خالصة للقرآن الكريم، وأن «لا تعكر هذه الخدمة اعتبارات حزبية ولا تؤثر عليها معطيات دنيوية ليكسب أهلها الخيرية الموعودة». وأكد «من حقنا أن نفرح للفتح، بقدر حزننا الشديد على الإغلاق»، قبل أن يضيف «وإن كان الوقت والسياق يشوشان بشدة ويسائلاننا لماذا الآن بالضبط وما الهدف؟ ومع ذلك أنا مصر على الفرح، ودفع التشويش مهما كانت قوته وحجمه». وأطلق حماد القباج، القيادي السلفي، النار على مقربين من المغراوي، إذ قال: «الآن تأكد أن بعض الذين يحيطون بالشيخ المغراوي فاسدون، يعملون على توريطه فيما لا يليق»، مشيرا إلى أن أحد هؤلاء «نسب في تسجيل مرئي فتح دار القرآن إلى جلالة الملك، وعندي التسجيل المرئي»، الأمر الذي نفاه المغراوي (تدخل الملك)، قبل أن يكشف عن أن «بعض من يحيطون به قالوا له: قل فتحتها جمعيات المجتمع المدني». وخاطب القباج أحد أبرز المقربين من المغراوي، قبل أن يندلع خلاف بينهما قائلا: «أيها المفسدون كفوا عن الشيخ، ولا تورطوه فيما يجعله أضحوكة»، معتبرا ذلك «فضيحة بكل المقاييس». وأكد القباج، الذي كان وكيلا للائحة حزب العدالة والتنمية بدائرة حليز النخيل قبل أن تقرر السلطات منعه من الترشح، أن الجمعيات «لا دخل لها في الفتح أو الإغلاق»، مضيفا «لو كانت لها سلطة الفتح لفتحناها نحن في التنسيقية، التي كانت تضم أزيد من 50 جمعية»، قبل أن يعلق على ذلك بالقول: «أقسم بالله إنني لا أريد مثل هذا الحال للشيخ المغراوي، ووددت لو يتخلص من تلك البطانة الخطيرة التي تورطه». وطالب القباج إخوانه في جمعية الدعوة إلى القرآن والسنة بأن «لا تسمحوا للفاسدين أن يجعلوا من دار القرآن نسخة ثانية من مسيرة الدارالبيضاء»، مؤكدا أنه «نحن في دولة مؤسسات، وقانون الفتح يمر بإلغاء النقض لحكم محكمة الاستئناف، ووالي مراكش يصدر قرارا بتنفيذ الحكم»، مضيفا «ما سواه تلاعب وفوضى وعبث، يجب أن يساءل من تورط فيه». إلى ذلك، أوضحت تنسيقية فعاليات المجتمع المدني بمراكش في بيان لها أن إعادة فتح دور القرآن «كان ثمرة مجهودات بذلتها أزيد من 500 جمعية تجندت لتحصيل أكثر من 100 ألف توقيع للمطالبة بتدخل ملكي». وأرجعت التنسيقية القرار إلى «الإصرار والإلحاح، الذي أبدته العديد من فعاليات المجتمع المدني على المستوى المحلي والجهوي والوطني». وبعد أن أكدت أن دور القران بالمغرب تسعى إلى نشر العلم والمعرفة والتفقه في الدين الإسلامي والشريعة، ونبذ كل مظاهر التطرف الديني والتشيع، اعتبرت أن منهج الشيخ المغراوي «وسطيا يرتكز على مقومات الاعتدال الإسلامي، وهو ما كان حافزا ودافعا لتيسير جمع التوقيعات والعرائض الكثيرة المطالبة بإعادة فتح دور القرآن، والتي دعمت الرسالة، التي بعثها الشيخ المغراوي إلى أمير المؤمنين»، مشيرة إلى أنه «بعد الاطلاع على الموضوع، جاءت الاستجابة المولوية الكريمة لتفعيل طموح الآلاف من الموقعين، وإعادة فتح دور القرآن». وحذرت التنسيقية بعض السياسيين، الذين اعتبرهم البيان «أصحاب التصريحات الهدامة والخطيرة»، من مخاطر سوء الظن، والتأويلات السلبية لعملية فتح دور القرآن، مستغربة من تصريحات تعتبر أن «فتح دور القرآن بهذه الطريقة، يعد كفرا بدولة الحق والقانون»، في وقت تحدثت أخبار عن وقوف حزب سياسي وراء إعادة فتح هذه الدور.