يَنبعث صوت المؤذن..مُعلنا حلول صلاة عصر يوم الأحد 22 رمضان، يَخرج شباب وشابات من الحي الجامعي قاصدين المسجد زُرافات ووحدانا، ومنهم من اختار أداء الصلاة جماعة فوق "الكازو".. يسير الترامواي بطيئا أمام الحي الجامعي مولاي اسماعيل، وهو يدق ناقوس التنبيه من حين لآخر، بدأت أشعة الشمس تنقص من ارتفاع درجة حرارتها بسبب الهواء الذي يصدر عن "الأوقيانوس".. الجو لطيف في هذا المكان لهذا اختاروا قبل عقود بناء المُستشفى العسكري "ماريفي" قُرب "قشلة" العكاري بالرباط.. وهُنا أيضا اختارت شبيبة العدالة والتنمية تنظيم أحدى دورات جامعتها التربوية، لتكون مستشفى يعالج الأمراض المتراكمة طيلة السنة، ولتكون مُعسكرا تربويا يَزْرع في نفوس المُستفيدين والمستفيدات القيم التي تزيد من ارتباطهم بالله والناس والوطن.. درجت "جهويات" شبيبة المصباح على تنظيم ما تسميه بالجامعة التربوية عند حلول شهر رمضان، تكون فضاء لتجميع "المَحليات"، في مُلتقى جهوي يكون مَحطة "يُؤمنون فيها ساعة"، ويلتقون فيها بوزراء الحزب لمُساءلتهم عن تدبير الشأن العام، وأيضا للحديث عن تجاربهم ومسيرتهم الدعوية والسياسية. أمس في اليوم الختامي لفعاليات الجامعة التربوية، رافق الشباب سي عبد الله بها في رحلته (في البذور والجذور والثمار بالاقتباس من الراحل المسيري )، منذ أن كان طفلا بجماعة ثلاثاء الأخصاص بالجنوب، مُرورا بلقائه بسعد الدين العثماني بمدينة أكادير، وكيف نسجا حينها صداقة متينة بينهما، إلى أن جَاء إلى مدينة الرباط لدراسة الهندسة الفلاحية، ونشاطه في صفوف جماعة الدعوة والتبليغ قبل أن يلتقي بسي عبد الإله ابن كيران، بأحد مساجد العكاري، لتربطهما صداقة قوية هي رمز الوفاء والتفاني في خدمة مشروع بدأ ثوريا وانتهى إصلاحيا، وكان لهما دور كبير في نحت مجموعة من قواعده الذهبية من قبيل الإصلاح في ظل الاستقرار.. تحدث عبد الله بها، عن الصعوبات التي اعترضت الطريق وعن المعالم التي رسمت هذا الطريق أيضا، كما كان حريصا على التأكيد على أن الصدق من أهم الركائز لأي عمل مهما كان، لأن المسلم مطالب بالالتزام بهذا الخلق في جميع مناحي حياته.."عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة".. ولا مجال "للدريبلاج"، يقول عبد الله بها. استرجع الوزير ذكرياته فيما يشبه النوستالجيا، وعن سر ما وصل إليه من حكمة ورزانة، أهلته ليكون رجل دولة إلى جَانب رئيس الحكومة في مغرب ما بعد دستور 2011، اكتفى بالقول بأنه مواطن بَسيط ابن فلاح بسيط.. هذا الرجل يعلمك يوما عن يوم كيف يكون الهدوء أنجع وسيلة لتبليغ الخطاب..وكيف يُمكن أن نتخذ قراراتنا بواقعية بعيدا عن دكتاتورية اللحظة التي تُؤدي في كثير من الأحيان إلى الكوارث..التعاون أساس الإصلاح والصراع أصل كل مصيبة..وكأنه يحيل على تاريخ الصراع الذي امتد لعقود قبل أن يعترف الجميع بأنه لاسبيل للتقدم إلا بوضع اليد في اليد..