قبل اجتياز امتحانات الباكالوريا، تبدأ تحوم بمخدات التلاميذ سيناريوهات سنوات الجامعة كيف ستمر؟ هل ستنقضي كما رسموا في عقولهم؟ أم أنهم سيسلكون الطريق الصعب؟ تساؤلاتهم لا تنقطع، تفضحها سلوكاتهم وتصرفاتهم مع الأهل و الأصدقاء.. يأتي الشهر الأول داخل أسوار الجامعة، و الذي ينقضي غالبا في إجراءات التسجيل والتعارف بين الطلبة .. التي تختلجها لحظات الخجل الحذر، والترقب وأحيانا الهوس باختصار المسافات التي قضاها زملاء وزميلات سابقون بالحرم الجامعي. فيما بين تلك اللحظات تتداخل رغبات الجد والاجتهاد، حيث في الأيام الأولى تكون المدرجات ممتلئة عن آخرها و الكل يريد التعلم و النجاح.. لكن ليس كل ما يتمناه الإنسان يدركه، فهناك من يتربص بك، ينتظر الفرصة المناسبة ليفتك بمستقبلك الجامعي.. هناك من ينتظر ليدخلك مدرجاته وملاعبه "سنة أولى حشيش" .. "سنة أولى سيجارة".. "سنة أولى جنس"... لهذه المواد مقررات أيضا وكراسي ومواعيد .. يتم خلالها بذل الجهد لتجنيدك للانضمام لطابورهم الصامت.. في سنة أولى جامعة، حيث تعانق الحرية والتحرر من سين وجيم الأهل، تجد نفسك طائرا يقفز من قفصه لا يفكر إلا في التحليق بعيدا وبعيدا حتى لا تكاد تراه العين المجردة. فيما آخرون يمتهنون "غسل دماغك" بكل أنواع الأفكار والإيديولوجيات ، وكأنك ميت بين يدي غاسله.. حلقيات هنا وهناك ، وشعارات تصدح في أرجاء المدرجات وساحاتها، شعارات قد لا تستطيع إدراك معناها ... في سنة أولى جامعة قد لا يتسنى للكثيرين فرصة إيجاد أنفسهم التي رأوها في مرآة أول يوم دخولهم لها. --------------- **طالبة سنة أولى بالمعهد العالي للصحافة والإعلام بالدار البيضاء