سنة أولى جامعة نقطة تحول أفكار الشباب المقبلين عليها، حيث يبصم على انطلاقة جديدة غير المعهود عنها خلال سنوات دراسته الإعدادية و الثانوية. فهي خطوة أولى تبعث له إحساس التحرر وأنه أصبح في نظام جديد كونه مقبل على دراسات عليا، فتتغير الأجواء على الشاب ويلتقي بطلبة مختلفة أعمارهم وأفكارهم وكذالك توجههم الدراسي، ليبدأ احتكاكه ببرامج جديدة وخاصة بالجامعة. فالبداية الجامعية مميزة كونها تساهم في تكوين أفكار واكتساب الثقة وإحساس الشاب أنه مسؤول عن نفسه وغير مقيد كما كان سابقا. حيث أن الجامعة تعاملك كشخص تتحمل مسؤوليتك ولك رأي، كذلك هي باب نحو الطريق لمستقبل أفضل ، فالأمور التي نحتك بها في الجامعة ونتعلمها منها تجعل الطالب يكتسب شخصية ناضجة و واعية بما تريد. السنة الأولى تشكل انبهارا لدى الشباب المقبلين عليها بدخولهم علاقات جديدة ونظام دراسي جديد أي محاضرات وأساتذة كبار وضيوف داخل الحصص للنقاش. وهذا لا يجعل من الطالب أن يتراجع بل هناك نسبة كبيرة تأقلمت مع الأجواء ووجدتها أفضل من دراسة الثانوية، وبات عملها مميزا في الفصل بحكم التحرر وعدم الضغط وكذلك الثقة التي تجعله يبحث ويشارك والاستناد بكتب ومراجع تساعده في الجامعة. لأن التكوين الجامعي ينطلق من المجهود الفردي للطالب وبحثه المعرفي المتواصل. التحرر في الجامعة ونظامها الجديد رغم مميزاته لم يناسب الأغلبية، لأن معظم الطلاب الجدد أخذوه بشكل سلبي حيث لم يستغلوه لتطوير نفسهم والبحث، بل للهو وتكوين جماعات شبابية غايتها تضييع الوقت والمرح، تأتي للجامعة سوى للنزهة والتفريغ عن النفس واللعب بالآلات الموسيقية و الورق. .. مما يؤدي للانحراف في الجامعة، ونسبة كبيرة من الطلاب سبب فشلها وعدم تأقلمها أنها لم تكون أفكارا لترتقي بنفسها في الدراسة وكذلك كثرة الآراء بأن الجامعة هي تضييع الوقت ولا تتلاءم مع آفاق وطموحات الشباب، وأيضا التأثر بعدد الحاصلين على الإجازة بدون عمل طمحوا إليه خلال سنوات الدراسة. وبحكم تجربتي المتواضعة كطالبة جامعية بالسنة الثالثة بدايتي الأولى كانت مليئة بالتساؤلات حيث كيف ستكون وكيف يمكنني أن أساير نمط دراسي جديد علي؟؟ فعند دراستي بها وجدت اختلافا كبيرا حيث أني لم أعد تحت ضغط الأستاذ وأني أفعل شيئا لنفسي، ومسؤولية الأستاذ تنتهي بإلقائه محاضرته لتبدأ مسؤوليتي اتجاهي بالبحث أكثر للفهم رغم الصعوبات أحيانا. فالجامعة لها قيمة ومهمة في مسار الشباب هي الالتقاء والتعرف على أفكار ومواقف مختلفة، سنتها الأولى تساعد في تكوين قاعدة لنفسك لما ستسير عليه طوال الدراسة بها، فبالرغم من بعدها واضطرار البعض من ترك مدنهم والسفر للالتحاق بها، إلا ويكون تجربة في سجل أي طالب ويجعله يقدر أكثر هذه التضحيات لتكوين ثقافي وتربوي وتعليمي، والانخراط في مجالات مختلفة والأهم الارتقاء لمستقبل أفضل. ---------- **طالبة سنة أولى بالمعهد العالي للصحافة والإعلام بالدار البيضاء