الدكتور عبد المجيد كمي / ... ذلك أن التلميذ حين يحس بوجود سلطة تحميه، فسيرتاح، وهذا يؤثر إيجابا على سلوكه أنجزت جمعية التعاون للتنمية والثقافة(أكودك)، مجموعة من الأنشطة المساهمة في بناء مجتمعي إيجابي، ومن نماذجه، وبمناسبة اليوم العالمي لحقوق الطفل، وأيضا للذكرى الدينية عاشوراء، نظمت، ولفائدة أطفال مركز حماية الطفولة بوجدة، أمسية ترفيهية، قدمت من بين فقراتها مسرحيتين هزليتين هادفتين، تعالجان آفة المخدرات وظاهرة الهجرة... كما قامت الجمعية بندوة تحسيسية حول ثبوت الزوجية، وتسوية وضعية الأطفال غير المسجلين بدفتر الحالة المدنية، وهي المناسبة التي أكدت من خلاله جمعية" أكودك" على لسان رئيسها أنها تجند كل طاقاتها لتساهم بحملات تحسيسية مع كل الشركاء، من أجل تسوية العلاقات الزوجية غير الموثقة، وأيضا تسوية وضعية الأطفال غير المسجلين قانونيا وتمت الدعوة إلى التعبئة الشاملة، وتحسيس المواطنين بضرورة تسجيل الأطفال، مع تأكيد أن الأمر يتعلق بتفعيل لمقتضى دستوري، وهو الحق في الهوية... ومن مشاريع الجمعية الاجتماعية، بناء قنطرة لتسهيل مرور التلاميذ وإمكانية التواصل بين الدواوير، بجماعة أهل أنجاد وجدة، بشراكة مع وكالة التنمية الاجتماعية. كذلك قامت بحفر، وتجهيز بئر، وبناء مركز لتعليم نسج الزرابي بنفس الجماعة المذكورة، بشراكة مع وزارة السياحة والصناعة والاقتصاد الاجتماعي، زيادة على بناء وتجهيز مركز تأهيل الفتاة القروية بسيدي حازم، جماعة بني خالد، وأيضا عملت على تكوين الجمعيات في مجال التخطيط الاستراتيجي، ومن أنشطتها أيضا المشاركة في المسيرة العالمية من أجل السلم واللاعنف، مع جمعية عالم بلا حروب، و وكالة التنمية الاجتماعية... إلى غير هذا من الأنشطة الفعلية المهمة. من نماذج أنشطة الجمعية التأطيرية، اللقاء الذي جمع أعضاءها بالدكتور عبد المجيد كمي حول أسباب العنف المدرسي، وتجلياته، وآثار الظاهرة، وسبل الحد من هاته الثقافة العنيفة. اللقاء الذي ثمن من خلاله الدكتور" كمي" عمل جمعية التعاون للتنمية والثقافة( أكودك)، وهو ما عبر عنه بأنه مثلا لمجرد أن توجد جمعية تهتم بالمشكل، وتتصل بالإدارة، ويكونان متفقين على الموضوع، فهذا خطوة مهمة جدا كوسيلة للتدخل، تعتبر تطبيقا ميدانيا لمشروع يستهدف التدخل للحد من العنف، وأكد كذلك أنه لمجرد التفكير في بلورة سياسة داخلية بالمؤسسة لمحاربة العنف، فهذا مكسب يشجع عليه. الدكتور عبد المجيد كمي، وجوابا على سؤال يتعلق بأهم آليات مواجهة العنف المدرسي، أكد على أنه لا مؤسسة تخلو من العنف، لكن حين توجد سياسة داخلية مبنية على اقتناع التعامل مع الظاهرة بالجدية المطلوبة، ويتم تطبيقها وفق قانون داخلي، فهذا يضيف الدكتور مفيد جدا، مع تسجيل أن التلميذ يبحث دائما عن تخطي الحدود، وهذا معطى يجب أن يستحضره الإداريون، والأطر التربوية دائما، كما يجب ألا يغيب عن الأذهان يستطرد الدكتور أن التلميذ قد يكون ضحية، لكنه إذا لم يستطع التعبير عن نفسه، فلن يقنع مستفسريه، مقابل أن الواحد قد يكون هو المتهم، ويقنع غيره بالعكس لأنه عرف كيف يتكلم، فيتحول بذلك إلى بريء... دائما، ولأجل إحسان تطويق ظاهرة العنف المدرسي، نبه الدكتور كمي إلى معطى يتمثل في وجوب إدراك أن التلميذ قد يكون عنيفا، لكن عنفه ليس دليلا على أنه سيء، ومن ثمة مطلب تقليب كل أساليب التأثير الإيجابي عليه لتقويم أسباب سوء سلوكه، ومن ثمة يضيف المتحدث إن خلية الإنصات والوساطة، ليست بوليسا، ولا محاميا، ولا قاضيا. دورها هو الاستماع، مع إدراك أن بإمكانها أن تقدم شيئا إيجابيا، كما يمكن ألا تستطيع تقديم أي شيء للتلميذ الذي تستمع إله... ونبه أيضا في إطار التأطير والتوجيه إلى أن الخلية لا تعني إزالة السلطة من يد المسؤولين بالمؤسسة، لذا، لا داعي لأن يتخوفوا منها، فهذا فقط مساعدة لفهم وحل المشاكل؛ لأنه إذا لم توجد سلطة للأستاذ، وسلطة المدير، وكل الأطر الإدارية، ينفلت زمام الأمور ليحصل الضرر... والسلطة يقول الدكتور كمي لا تعني أنها دئما زجرية، ذلك أن التلميذ حين يحس بوجود سلطة تحميه، فسيرتاح، وهذا يؤثر إيجابا على سلوكه، وراحته مصدرها أيضا أن يتأكد أنه يتواجد في وسط هو فيه حر في بعض التصرف والتعبير، وبوجود حياد، علما أن سيطرة ادعاء امتلاك كل الحقيقة، سبب آخر في ظهور العنف. الدكتور عبد المجيد كمي، يختم بالدعوة إلى توفير طبيب نفساني يتردد على المؤسسات التعليمية بدعوة من الفاعلين التربويين والإداريين كلما لاحظوا وجود حالات غير سوية عند التلميذ، ويتم هذا طبعا بتزكية من الآباء، ووجب يستطرد الدكتور التعامل مع حل المشاكل حسب طبيعة ودرجة القوة، أو الخطورة، والمشاكل يمكن أن تحل في إطار لجنة التلاميذ إن كان المشكل أقل حدة، ثم يحال على الإدارة في الحالة لكثر جدية ، وإذ كان المشكل عويصا، فالمجال حينئذ للأمن، أو ما شابه ذلك؟، ومن الضروري، والمفيد يؤكد كمي إشراك جميع المتدخلين من التلاميذ، والآباء، والفاعلين الجمعويين، والسياسيين... مع مراعاة خصوصية كل وسط