لا يحتاج المتتبع للمشهد الحزبي السياسي بمدينة وجدة لكثير من الجهد ليقف على حقيقة أن الأحزاب السياسية شرعت في التهييء للاستحقاقات الانتخابية المقبلة، واستعدادها للأسف كما تعودت المدينة على ذلك لا ينبني على قواعد سياسية مطلوبة تتمثل في التواصل مع الناخبين المفترضين بناء على برامج انتخابية تعرضها عليهم، وتناقشها معهم، ومن ثمة تقنعهم بالتصويت عليها... بل، تسير للأسف وفق تقليد بال، يتمثل في استمالة الناخبين بما هو مادي؛ عبر عمليات ختان، وتوزيع" بونات" مواد غذائية، وألبسة، وأفرشة، وتمويل أنشطة رياضية، وثقافية ... وبالتأكيد، توزع أيضا وعودا عريضة، وآمالا، وأحلاما سخية... وطبعا، من لا يقوى من الأحزاب على الماديات، يستميل الناخبين بأسلوب السب والقذف، وتجريح غيره من الأحزاب المنافسة. الأحزاب السياسية المغربية تتناسى أن النسبة الغالبة من المواطنين، تدرك حق الإدراك أنها أحزاب تُستنزف مصداقيتها باستمرار، وليس لها قوة سياسية قادرة على الاستجابة لانتظارات المواطنين .. تعلم كذلك أن الأحزاب تهددها انفجارات داخلية. تعيش فوضى مخيبة داخليا. أحزاب لا تكوّن حاليا لا قوة بشرية، ولا قوة فكرية، ولا قوة ديمقراطية .. لا برامج حقيقية لها .. كل ما تتقنه هو فن السياسة المراوغة... وبهذا الواقع إذاً لم يبق للسياسيين وللمشهد السياسي في هذا البلد أي مصداقية.. المواطن يدرك الآن أن الحل الوحيد هو القصر .. القصر الذي يستطيع أن يفعل كل شيء، وسواه لا يستطيع شيئا... سطوب.