أكد محمد الشيخ، شقيق مصطفى سلمى ولد سيدي مولود، وصول والدته وشقيقته وأبنائها إلى المغرب، أخيرا، قادمين من مخيمات تندوف، مشيرا إلى أن زوجة مصطفى وأبناءه ما زالوا في المخيمات. وقال محمد الشيخ، في اتصال معه ، أمس الأحد، إن وجود الوالدة والأخت وعدد من أفراد العائلة في المغرب" يدخل في إطار التحاقهم بأرض الوطن الأم، فيما وضع العائلة لم يتقرر بعد، بسبب استمرار المشكل الرئيسي، المتمثل في وضعية الأخ المنفي، المناضل مصطفى سلمى، الذي أبعدته البوليساريو قسرا عن عائلته في المخيمات، بعدما أمضى أزيد من ثلاثة أشهر، عند اختطافه في 21 شتنبر 2010، واعتقاله من قبل البوليساريو وأجهزة الاستخبارات الجزائرية". من جهة أخرى، أوضح محمد الشيخ أن "الاهتمام مركز في هذه الأثناء على اتصالات، من شأنها إيجاد حل جذري لمشكل الشتات"، الذي تعانيه كافة الأسر الصحراوية، التي تقطعت أمصالها، بسبب استمرار نزاع الصحراء، وتعنت أعضاء في قيادة البوليساريو، وتمسك السلطات الجزائرية بموقفها التقليدي من قضية الصحراء. وأشار محمد الشيخ إلى أن الأخبار الواردة من تندوف تتحدث عن عدم وضوح الرؤية بالنسبة لسكان المخيمات، وأن الصحراويين أصبح همهم الرئيسي هو إيجاد حل لوضعيتهم، ووضع نهاية لمسلسل الترقب، الذي عاشوه طيلة 35 سنة الماضية. وبخصوص موقف سكان المخيمات من مؤتمر البوليساريو المقبل، قال محمد الشيخ، إن "الصحراويين لم يعد يأبهون لمثل هذه الأمور، وما يشغلهم هو إيجاد حل عاجل لوضعيتهم، سواء بطرق فردية أو جماعية"، وأضاف أن "هذا الشعور أصبح يشكل الهاجس المشترك لسكان المخيمات، خاصة في ضوء التطورات المأساوية، التي أصبحت تهدد دولا في المنطقة المغاربية، كما هو الحال في ليبيا". وحسب تقارير إعلامية واستخباراتية، فإن عددا من أفراد ميليشيات بوليساريو جرى ترحيلهم للالتحاق بصفوف كتائب القذافي للمشاركة في الحرب الأهلية الدائرة في ليبيا، الأمر الذي ضاعف حالة اليأس والخوف وسط العائلات الصحراوية في المخيمات. من جهته، عبر "منتدى دعم مؤيدي الحكم الذاتي في تندوف"، عن "ارتياحه لعودة عائلة مصطفى سلمى ولد سيدي مولود من مخيمات تندوف". وجاء في بيان له أن "أفراد العائلة العائدين وصل عددهم إلى قرابة 20 فردا، بينهم أمه وإخوته، منهم امرأة مرفوقة بأبنائها". وذكر البيان أن المنتدى أجرى اتصالا ببعض أقارب العائلة العائدة، المنتمية لقبيلة الركيبات لبيهات، وأكدوا أن العودة جاءت في ظل استحالة بقاء أسرة مصطفى في المخيمات، بسبب ما عانته من مضايقات. من جهتها، استنكرت قبيلة الركيبات لبيهات المعاملات اللاإنسانية، التي تعرضت لها عائلة مصطفى سلمى، منذ زيارته إلى المغرب، وإعلان تأييده مبادرة الحكم الذاتي، في غشت الماضي. كما استنكر منتدى مؤيدي الحكم الذاتي في تندوف، في بيانه "الممارسات التي تعرضت لها والدة مصطفى، للضغط على ابنها للتراجع عن أفكاره، فضلا عن حرمان أبنائه من لقائه". ودعا بيان المنظمة الصحراوية "كافة الجهات المسؤولة على الصعيد الدولي للتدخل من أجل تمتيع باقي أفراد عائلة مصطفى، وجميع الموجودين بمخيمات تندوف، بالحماية والأمن، والحرية اللازمة للتعبير عن آرائهم بكل شفافية". وطالب المنتدى، أيضا، بتوفير حماية دولية للصحراويين، الذين يؤيدون مبادرة الحكم الذاتي في المخيمات، وحمايتهم من بطش ميليشيات البوليساريو، والسماح لهم بكل حرية للتعبير عن آراءهم ومواقفهم، وفي مقدمتهم السماح لمصطفى سلمى بالتعبير والدفاع عن آرائه من داخل تندوف، كحق مشروع.