أكدت صحيفة "لوكوتيديان دو نواكشوط", أن وسائل الإعلام الإسبانية "اكتشفت من جديد الوجه الآخر" ل` (البوليساريو) بعد اختطاف المتطوعين الأوروبيين الثلاثة, وهم إسبانيان وإيطالية, في مخيمات تندوف على التراب الجزائري. ونشرت الصحيفة في هذا الصدد, ضمن أحد أعدادها الأخيرة, مقالا تحت عنوان "وسائل الإعلام الإسبانية تكتشف من جديد المعارضة الصحراوية", والذي أبرزت فيه, على الخصوص, أنه "في وسائل الإعلام الإسبانية, التي منعت لزمن طويل على المعارضة الصحراوية, عندما لا تخدم ببساطة دعاية +البوليساريو+ (قضية صور أطفال غزة), تنفتح أبواب لإسماع صوت معارضة الحركة الانفصالية, التي لطالما عانت من الاضطهاد والرقابة". وأشار كاتب المقال إلى "أنه كان ينبغي, للأسف, اختطاف رهائن إسبان ليتم أخيرا استفسار مصادر معلومات +المعارضة الداخلية+ ل` (البوليساريو) حول ما يجري على التراب الجزائري, تحت غطاء حركة مسلحة", معتبرا أن "الأوساط الإسبانية, لاسيما وسائل الإعلام, تتطرق أكثر من أي وقت مضى, ل` +المكتسبات+ التي غذتها دعاية (البوليساريو) والعدائية المجانية تجاه المغرب". وذكرت الصحيفة أنه وعلى الرغم من محاولات (البوليساريو) زرع الشك حول هوية الخاطفين, أكد الناطقون الرسميون باسم المعارضة الصحراوية, لاسيما حركة "خط الشهيد" عملية الاختطاف, مشيرين إلى أن الرهائن كانوا بين أيدي (القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي), على مقربة من الحدود المالية. وأضافت الصحيفة أن هذه الدعوة التي تبدو "ملتبسة" في وسائل الإعلام الإسبانية لبعض معارضي صقور الرابوني, ستشكل مناسبة لمعارضي (البوليساريو) للحديث عن الأنشطة المشبوهة التي تخوض فيها نخبة هذه الحركة, مسجلة أن البحث اللامحدود للأوليغارشية السياسية - العسكرية بالمخيمات عن الاغتناء غير المشروع وعدم وضوح الرؤية لدى الجهاز العسكري, تعد مجموعة من النقط السوداء التي تقود حتما نحو التماهي مع الإرهابيين الموجودين في هذه الأرض الخلاء. واعتبرت اليومية, أنه وفي واقع الأمر, فإن التواطئات مع تنظيم القاعدة طبعت دوما العلاقات بين جبهة (البوليساريو) و(القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي), مؤكدة أن الوقائع موجودة كذلك لتأكيد مشاركة القيادة العليا ل` (البوليساريو) في عمليات تهريب متعددة الأشكال. واستحضر الكاتب, على سبيل المثال, توقيف القوات المسلحة الموريتانية لمهربي مخدرات في يناير 2009, يوجد من بينهم أعضاء في (البوليساريو). وخلصت اليومية إلى أنه يتعين على بلدان المنطقة والمجتمع الدولي, اليوم أكثر من أي وقت مضى, مع تزايد أعمال الإرهاب والسرقة, طلب المزيد من التوضيحات حول ردود الفعل والتواطئات داخل الحركة الانفصالية والمتعلقة بأنشطتها غير المشروعة.