تساقطات مطرية خفيفة تكشف مدى هشاشة البنى التحتية ببعض مناطق الجهة الشرقية شهدت العديد من المناطق بالجهة الشرقية تساقطات مطرية خلال بداية هذا الأسبوع. بقدر ما أدخلت هذه الزخات المطرية البهجة والسرور على الفلاحين باعتبارها فأل خير لبداية موسم فلاحي جديد جيد، بقدرما زرعت الخوف في ساكنة بعض المناطق التي عانت الأمرين بسبب غياب البنيات التحتية، من قنوات للصرف الصحي ومجاري للمياه التي بوسعها استيعاب مياه الأمطار المتساقطة. هذه القنوات وإن كانت موجودة لا يمكنها أن تفي بالغرض لكونها متهالكة وذات أحجام ضيقة إضافة إلى عدم تنقيتها وصيانتها من طرف المصالح البلدية التي أصبحت غير قادرة عن احتواء المعضلة إذ تكتفي في مثل هذه الحالات ببعض الحلول الترقيعية،وهذا ما شهدته مدينة أحفير حوالي 40 كيلومتر شمال مدينة وجدة مساء يوم الإثنين الماضي. ذلك حينما غمرت المياه كل شوارع وأزقة المدينة تحولت إثرها و في ظرف وجيز إلى برك مائية يستحيل معها عبورالمواطنين، مما أدى إلى تضررالعديد من المنازل بعدما غمرت المياه بعضها ولا سيما التي تقع في المنحدرات. نفس الكابوس عاشته ساكنة بلدة عين بني مطهر حوالي 80 كيلومتر جنوب عاصمة الجهة الشرقية، نتيجة فيضان سد "الدغمانية" الواقع بجماعة أولاد سيدي عبد الحاكم بالقرب من الشريط الحدودي بين المغرب والجزائر على وادي" امسخسة" حيث تسببت المياه في قطع الطريق الوطنية رقم 17 الرابطة بين عين بني مطهر و بوعرفة، كما شلت مياه السد حركة المرور في وجه العربات عبر الطريق الثانوية رقم 606 الرابطة بين جماعتي عين بني مطهر و لمريجة، ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل لحقت عدة أضرارجسيمة بمجموعة من المنازل بعدما غمرتها المياه بمحيط البلدة غير بعيد عن حي الزياني أكبر الأحياء شعبية وكثافة سكانية بالمنطقة الذين عاشوا ليلة استثنائية من جراء هذا الحادث الطبيعي الذي لم يخلف لحسن الحظ خسائر في الأرواح. أما مدينة السعيدية فحدث ولا حرج، فزخات مطرية خفيفة كانت كافية لإغراق المدينة في الأوحال والمستنقعات المائية، وكشفت بالواضح هشاشة البنيات التحتية التي تتوفر عليها الجوهرة الزرقاء ولا سيما على مستوى قنوات واد الحار رغم حداثتها وما كلفته من ميزانية ضخمة تعد بمئات الملايين من الدراهم في إطار إعادة هيكلة المدينة التي ظلت تعتمد على نظام ما يعرف لدى الساكنة "بالمطمورة" . أحد الفاعلين الجمعويين بالمدينة حمل في تصريح لجريدة الأحداث المغربية ، مسؤولية ماوقع للشركة التي تتولى مهمة إنجاز قنوات الصرف الصحي وتجديد شبكة المياه الصالحة للشرب، والتي يغلب على أشغالها طابع العشوائية والارتجالية ويتمثل ذلك بوضوح وجلاء حسب تصريح الفاعل الجمعوي السالف الذكر، في الانقطاع المتكرر لمياه الشرب عن غالبية أحياء المدينة التي أصبحت مهددة بالعطش في كل لحظة وحين نتيجة الأعطاب التي تطال قنوات الربط التي تنعدم فيها شروط الجودة المطلوبة وما يترب عن ذلك من أضرار جسيمة لأساسات المنازل نتيجة تسرب المياه ، حيث سبق للسكان أن تقدموا بعدة شكايات للجهات المعنية يدقون ناقوس الخطر دون جدوى.