تسبب صانع أسنان ينتحل صفة طبيب مختص بضواحي تطوان في مقتل طفل يبلغ من العمر 12 سنة؛ وذلك بعدما قصده الطفل، الذي يحمل الجنسية الإسبانية، رفقة أسرته، لتلقي العلاجات الضرورية، ليخرج بنزيف وتعفن أفقده حياته في أقل من 24 ساعة. وبحسب المعطيات الأولية، فإن الأمر يتعلق بطفل يدعى الياس عزوز، من مواليد عام 2005، يتابع دراسته في السنة الأولى إعدادي. وقد توجه الطفل، منتصف الشهر الجاري، لتلقي علاجاته لدى "صانع الأسنان" الذي يعلق يافطة ينتحل من خلالها صفة طبيب أسنان بمنطقة واد لاو، ليصاب بنزيف نقل على إثره بشكل مستعجل إلى المستوصف الموجود بالمنطقة رفقة الصانع، إلا أن هذا الأخير حين علم بمضاعفات فعلته لاذ بالفرار. ووفق التقرير الطبي الذي أنجز بطلب من النيابة العامة، فإن الطفل عانى من "غيبوبة نتيجة تسمم ميكروبي حاد مع نزيف"، وهو ما أرداه قتيلا في أقل من 24 ساعة. وتوصلت المصادر إلى أن الصانع، الذي يلقب ب "الريفي" بمنطقة واد لاو، لاذ بالفرار حال علمه بما حدث للطفل، كما أزال جل اليافطات التي تشير إلى أنه كان ينتحل صفة طبيب أسنان من واجهة المحل الذي كان يزاول فيه. وانتقد نور الدين أولاد سعيد، منسق لجنة الممارسة الشرعية لطب الأسنان بجهة الشمال، ما يترتب عن الممارسة غير الشرعية للمهنة من قبل صناع الأسنان، قائلا إن الأمر يشكل "خطرا كبيرا على الصحة والسلامة". وقال أولاد سعيد في تصريحه "إنها ليست المرة الأولى التي يتوفى فيها شخص ما نتيجة ممارسات صناع الأسنان"، مضيفا أن السماح لصانعين بممارسة مهنة طب الأسنان "يشكل نقطة سوداء في المنظومة الصحية"، موردا: "نحن الدولة الوحيدة التي تعاني من هذه الحالات الشاذة، وهو ما يسيء إلى صورة الأطباء المغاربة بالخارج وإلى صورة البلاد ككل".
