خالد أخازي سيدي وزير التربية الوطنية، أريد أن أعبر لك عن حزني الشديد هذا الصباح وقد نكأت جرحا قديما، ظننا كجيل " الثمانينيات " من رجال ونساء التعليم أنه اندمل منذ حرمان جيلي من طرف عز الدين العراقي من متابعة دراستهم بمذكرة وصفت بالمشؤومة حينها. نعم،كأن التاريخ توقف و كأن كل ما بنيناه في السنوات الأخيرة بدأ ينهار من جديد بقرارات لا تمت لا للنقلة الديمقراطية الكبرى التي عرفها المغرب، ولا بالتحولات الكبرى الكونية التي نعيش على إيقاعها بحكم انتمائنا إلى بلد حداثي،يؤمن بالعلم، و التطور. جيلنا تحمل مرارة قرار عز الدين العراقي حينما كان وقتها وزيرا للتربية الوطنية، و أدى الثمن غاليا، واليوم ها نحن نرى أن المأساة يعاد تكرارها من جديد بنفس الخطاب واللغة والمبررات مع أبنائنا ، كأننا في" الثمانينيات". فعندما سمعت مبرراتك ،اصبت أكثر بالإحباط ،لأنها مبررات خرجت من "قمقموم" مرحلة بائدة انتهت ، وضعنا قطيعة معها. ولأنني كنت ولو قيد أنملة لا أتصور أبدا أن يصدر قرار من هذا القبيل من " وزير " شغل منصب مدير جامعة راقية، حداثية. كجامعة الأخوين…تساءلت مع الكثيرين هل هذا الرجل الذي نعرفه،هو الذي فعلا اتخذ القرار أم " أكل التوم بفمه"؟ لقد حكمت على هذا الجيل بألا يمارس حقه الدستوري في التعليم ومتابعة الدراسة ، وقدمت مبرراتك،التي لا تصمد أمام ما تدعي محاولة ارسائه من حكامة إدارية،و أنت تدرك أن الآلية الوحيدة لضبط مواضبة رجال ونساء التعليم، هي آلية المراقبة والتتبع ومحاربة الأشباح ، والريع التربوي، والزبونية، لا الحرمان من الحق من متابعة الدراسة…. فهل من جهة أخرى فكرت بمنطق آخر غير منطق الانتماء للتاريخ والتطور، والتحول الديمقراطي بالمغربي هي من اتخذت قرار " تحنيط" التاريخ السياسي للمغرب؟ لا أعتقد أن الأمر سيروق لرفاق اسماعيل العلوي الذي رفع الحواجز عن الحق في متابعة الدراسة…فهل نعيش انتكاسة؟ هذا من نتركه للزمن وللتاريخ للحكم عليه، ويا ليت القيادي التقدمي،اسماعيل العلوي، يذكر نبيل بنعبد الله، بإن قرار إلغاء مذكرة حرمان رجال ونساء التعليم من متابعة الدراسة، كان قرارا شجاعا لإسماعيل العلوي، وانجازا لحزب التقدم والاشتراكية. فهل تأكل هاته الحكومة انجازات بعضها البعض؟ ‘ملهاة ‘حكومية :بلمختار يعصف بانجازات " اسماعيل العلوي"…أمام أعين نبيل بنعبدالله