عن المجلس الأعلى للتعليم: ظهر مشروع تقرير المجلس الأعلى للتعليم (انظر في الهامش) مزخرفا بخلاصة تشخيصه للواقع الذي اعتمد فيه على التواصل مع مختلف الشرائح المعنية بالمجال التعليمي علما أن الواقع المشخص ليس سوى افتراضيا بحكم أنه يتوقف على ارتجالية الأشخاص منذ بيداغوجيا الأهداف بما يعني أن موضوعيته ستبقى جد نسبية, ومنه فإن الأجوبة المحتملة ستكون في أحسن أحوالها أفقية تؤدي حتما إلى كارثة شاملة. فأما المطلوب كان هو الوقوف عند جوهر الأزمة الذي لا يحتاج إلى بهرجة تشهر الدمقرطة لأسباب سيكو – سياسية أكثر من ما هي أفعالا مؤسساتية, لأن الداء يكمن في مركز الخلية المنتجة للحالة الذهنية التي تعرفها المؤسسة بالمملكة حيث وزارة التعليم فيها جزءا من كل يحتاج إلى إعادة النظر ليس وفقط في آليات اشتغاله ولكن أيضا في خطاطة هندسته كتنظيم بما يليق والموروث الحضاري للمملكة المغربية. وطبعا يبقى هذا أكبر من جل الفرق المشتغلة بقمة الهرم وخاصة المجالس الكبرى مع العلم أننا نعيش زمن التعقيد الذي يتطلب كفاءات أكدت الأيام أنها ليست في الشواهد التقناوية Technicistes التي بها تم تشكيل هذه المجالس والتي ستبقى مفقودة بدليل اجترار نفس التشخيصات. إن الأزمة أكبر من ما تضمنه مشروع التقرير ذلك أنها تتعلق بمقومات الشخصية المغربية التي أفقدت بوصلتها التاريخية بما أفشل الدولة ذاتها في تحديد ملمح مواطن يجد فيه كل ذاته نظرا للتمركز المفرط للكينونة المؤسساتية بين يدي الأشخاص وهو ما أدى إلى إفراز دستور أفقد المملكة ميعادها مع التاريخ ويميع قيم بناء مجتمع منتج قادر على إثبات ذاته من خلال مدرسة تحمل هويته وثقافته. عن المراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين افتتحت المراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين أبوابها يوم 15 شتنبر 2014, وكالعادة ليس في الأمر أكثر من تجديد أساليب الأزمة التي تتكرر منذ فشل المديرية المركزية في إرساء عدة الإدماج. ولعل أهم ما يستحق الوقوف عنده هو كلمة السيد مدير أكاديمية جهة كليميم السمارة في درس قدمه كافتتاح للسنة التكوينية 2014-2015 والتي ركز فيها على الأخلاق والقيم التي تتلاشى في المدرسة المغربية وإشكالية تفاعل المدرس مع محيط صار يتطبع على هذا الانقلاب ألهواياتي الأخلاقي للمغاربة. و تكمن أهمية هذه الملاحظة في كون المراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين تستقبل هذه السنة وفودا من متدربين هم ذاتهم ضحية هذه الحالة الذهنية التي بدئت تأخذ بعدا خطيرا بتفشيها حتى في الأوساط الابتدائية من التعليم المغربي. ولعل أخطر ما في الأمر هو أن العدة المقترحة وما تضمنته من مبدأ "التشاكل" Isomorphisme و"أنموذج" paradigme يغلب فيه العملي على النظري تنتهي بالمتدرب في البحث عن توازنه أكثر منه تحقيق الملمح المنتظر الذي بدوره بقي "ضبابيا" علاقة بما اعتبر سابقا مجزوءات أساسية والتي ألحقت بها مجزوءات الدعم تؤكد أن الحالة الذهنية التنظيمية التي تؤثر على أنشطة مديرية المراكز غارقة في الذات التقناوية بما يشكك إن لم يكن يفقد الكفايات المهنية وظيفيتها. بل ويزيد هذا الطين بلة دليل المتدرب المقترح مؤخرا الذي يتبين من خلاله أن في الأمر ما يشكك حتى في مفهوم المجزوءة المعتمد في عدة التكوين ومن ثمة مفاهيم أخرى هامة في إعداد المتدربين ومصير المتعلمين علما أن هذا "الوعي" يعد من أهم "الأخلاقيات التي هي أساس تفعيل القيم, خاصة وأن المتدرب مطالب بالتبصر الذي بدونه لا يمكن أن يمفصل "الوعي التربوي التعلمي" و"الحكمة العرفانية " للتوجه في سياق الأخلاق والقيم بما سيساعده على التوجه إلى فن جمع المعارف بطريقة مفيدة وذات الصلة بالموضوع أي فن إنتاج أشكال جديدة للتقدم وتنمية المتعلمين في أفق تحقيق "المثالي" المجتمعي علاقة بالمرامي. خلاصة: بما أن تمثيلية المراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين حاضرة في المجلس الأعلى للتعليم من خلال مديريتها وأشخاص آخرين سبق لهم وأن تولوا مهمة تدبيرها فإن الإشكالية ستزداد أزمة بحكم أن الخطأ وإن كان فقط مطبعيا إلا أنه يحدث على مستوى المورثات أي أنه جيني. في الهامش: إليكم ملخص جد مركز لمشروع التقرير: - تحدث عن الفشل في تعميم التعليم الماقبل المدرسي في القرية والمدينة مشيرا إلى أن الطابع التقليدي لا زال مسيطرا على العملية التربوية. -الشيء نفسه بالنسبة للتعليم الإعدادي الذي يعرف استمرار الهذر المدرسي منذ سنته الأولى, - عدم إيفاء تكوين المدرسين الوقت الكافي لتحيين طرقهم وأساليبهم… - تسجيل مفارقات بين الجامعة والمقاولة - أوصى بالأخذ بالتعليم الأولي نظرا لأهميته في بناء اللغة الفرنسية ذات الأهمية في تعلم العلوم وتكنولوجيا المعلوميات -أوصى بالاهتمام بالعالم القروي باعتبار السياق الثقافي للعالم القروي بتكوين المدراء والأساتذة… ولتدارك هذه النقصان ستعمل الوزارة الوصية على إخراج سلك تكوين الأطر الإدارية. بوجمع خرج المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين كليميم المجلس الأعلى للتعليم …والمراكز الجهوية …في أخطاء مطبعية جينية عرفانية