أياما قليلة بعد أن قام ثلاثة أشخاص ملثمين ببث شريط" فيديو" على "اليوتيوب"، من يعلنون من خلاله مبايعتهم ل" أبوبكر البغدادي"، قامت عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية أول أمس السبت، بإلقاء القبض عليهم بمدينة بركان ، وذلك بعد أن ساعدت المعلومات التي قدمتها عناصر المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني بتحديد هوياتهم وأماكن وجودهم. وأوضحت وزارة الداخلية، في بلاغ لها، أنه في "إطار تتبع التهديدات الإرهابية ، تم رصد شريط فيديو تحريضي باليوتيوب ، تحت عنوان يعلن من خلاله ثلاثة أشخاص مقنعين مبايعتهم ل"أبوبكر البغدادي"، متوعدين بالقيام بأعمال إجرامية على غرار ما يقوم به مقاتلو ما يسمى ب"الدولة الاسلامية" من قتل وتنكيل". وأضاف البلاغ أن الأبحاث والتحريات الدقيقة التي باشرتها المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، مكنت من "تحديد هوية المتورطين في نشر هذا الشريط، قبل أن يتم اعتقالهم من طرف الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بتاريخ 22 نونبر 2014 بمدينة بركان". وأشار المصدر إلى أن "المشتبه فيهم المعروفون بكونهم معتقلون سابقون بمقتضى قانون مكافحة الارهاب، كانوا قد خططوا للسفر إلى ليبيا عبر التراب الجزائري من أجل التنسيق مع قادة تنظيم "أنصار الشريعة"، قبل الالتحاق بمعسكرات ما يسمى "بالدولة الاسلامية" بالمنطقة السورية العراقية، للاستفادة من مختلف التدريبات العسكرية والميدانية، وذلك في أفق نقل التجربة الإجرامية لهذا التنظيم إلى داخل المملكة". وعزا إدريس قصوري، الأستاذ الجامعي والمهتم بالحركات الإسلامية والإرهابية، تفكيك هذه الخلية الإرهابية في هذه المرحلة قبل الشروع في تنفيذ مخططاتها الإجرامية إلى المقاربة الأمنية الاستباقية المعتمدة لرصد تحركات هذه التنظيمات، حيث راكم المغرب في هذا الصدد تجرية طويلة ، تنبني على عدم التهاون والاستخفاف من الإرهاب وبالتعامل معه بكل جدية وعيا من بلادنا بكونه يعيق التنمية، وذلك على عكس ما هو عليه الأمر مثلا ببعض الدول العربية، التي لها إمكانيات هائلة ومع ذلك مازالت تتعرض للهجمات الإرهابية. وأضاف قصوري، في اتصال هاتفي أجرته معه" رسالة الأمة، أن تمكن مصالح الأمن من إجهاض مخططات عدد من الخلايا الإرهابية في الآونة الأخيرة راجع كذلك إلى توفر مصالح الأمن على جميع الإمكانيات البشرية واللوجيستيكية وقاعدة للمعلومات للرصد الاستباقي، حيث تتتبع تحركات المتشددين عن كثب وتتدخل في الوقت المناسب لتعتقل الخلايا الإرهابية في بداية تشكلها قبل أن تمر إلى مرحلة تنفيذ مخططاتها، وذلك مقابل، يردف قصوري، "ضعف التجربة و التخطيط لدى هذه الخلايا، والتي غالبا ما تكون حديثة النشأة وليس لديها أي إمكانيات أو إستراتيجية". وقال الأستاذ الجامعي والمهتم بالحركات الإسلامية والإرهابية، إن تورط معتقلين سابقين بمقتضى قانون مكافحة الارهاب في نشر هذا" الفيديو" التحريضي يجد نفسيره في كون أن هؤلاء الأشخاص يبحثون عن الشهرة من أجل الهروب من الإحباط واليأس، بالارتماء في أحضان "داعش" المتطرفة، القائمة على " قطع الأرزاق بقطع الأعناق ". وخلص قصوري إلى أن المقاربة الأمنية في جانبها الوقائي أو العلاجي تظل مطلوبة كسبيل للحد من الإرهاب، لكنها غير كافية، حيث يجب مواجهة العوامل التي يتاجر بها أصحاب الفكر الهدام وتغذي هذه الظاهرة وكل مظاهر العنف والتطرف في أبعادها الاجتماعية، التربوية، الثقافية، السياسية والاقتصادية، و"توفير الأرزاق من أجل قطع الطريق عن قطع الأعناق" . وإلى ذلك، أشارت وزارة الداخلية إلى أنه سيتم تقديم المشتبه فيهم إلى العدالة فور انتهاء البحث الذي يجري تحت إشراف النيابة العامة المختصة.