– متابعة: يحلم كثيرون، منذ بداية الثورة التكنولوجية في العالم سنة 1910، بإمتلاك ألة تمكننا من إعادة بعض الشخصيات للوجود، علهم يستطيعون إفادة الجيل الحالي بخبراتهم ونظرتهم العميقة للحياة، في إيجاد سبيل للخروج من هذه المتاهة التي أدخلتنا فيها الحروب الأهلية والصراعات الداخلية. علا عباس، الصحفية السورية التي إنشقت عن نظام بشار الأسد وإلتحقت بصفوف المعارضة، لم تخرج عن هذه القاعدة، حيث تمنت هذه الأخيرة رجوع الفنان والرسام الفرنسي "أوجين ديلاكروا" للحياة من أجل رؤية الأوضاع بالعالم العربي الذي زاره هذا الفنان في القرن الثاسع عشر. وأكدت علا، في مقال للرأي نشرته بإحدى المنابر السورية، أن "ديلاكروا" لو كان معنا في الوقت الراهن، كان سيصدم لرؤية هذه المشاهد، حيث عوض رسمه للوحاته الشهيرة "فانتازيا طنجة" و"الحرية تقود الشعب" وكذا "القائد المغربي"، كان هذا الأخير سيرسم مشاهدا للموت في فلسطين والعراق، وكذا مجازر كيميائية ومخيمات للجوء بسوريا، إضافة إلى سبايا تابعين لدولة الخلافة الداعشية. وأضافت علا، أن المشهد الراهن في متحف أوجين دولاكروا في الحي السادس بباريس، يسوق الزائر الزمن الماضي الذي تهرب منه إليه كعربي، مسحورا بملابساته وحائرا في اقتفاء عباءته دون أن تكون طريد فكرة الخيبة، ففيه يتمكن الزائر من قراءة قصة طنجة.. أسواقها، عمارتها القديمة نساءها، أعراسها، موسيقاها، هواءها، خيولها العربية، الحارة، فرسانها، حراس الملك ناسها البسطاء، والتشكيل الحي لحياة كانت تغوي معظم فناني ومستشرقي أوروبا في تلك الفترة، وأحيانا، حتى اللحظة، فهل يا ترى سيكون الأمر كذلك لو كان "ديلاكروا" بيننا اليوم؟. وختمت الإعلامية السورية مقالها، بدعوة "ديلاكروا" إلى حمد الله وشكره لكونه لم يبقى حيا لمشاهدة ما يحدث في العالم العربي الأن، حيث أن كل شيء جميل رأه في طنجة والمغرب إختفى وحل مكانه الدمار والخراب، فلو كان ما زال حيا لسقطت أصابعه العشرة من تلقاء نفسها قبل أن يلتقط ريشته المفتونة بسحر الشرق.