لايختلف إثنان حول أناقة سي عبد السلام الشيوة، ولا عن رائحة عطره التي تسبقه بأمتار، ولا عن أخذه بكامل أسباب الزينة قبل خروجه من البيت، بل ولو أقيمت مسابقة لإختيار رجل الأناقة على غرار رجل السنة بطنجة، لفاز سي عبد السلام بفارق كبير عن منافسيه إن وجد من ينافسه أصلا في اللياقة واللباقة عفوا الأناقة هذا من جهة. من جهة أخرى يحكى أن إمراة توصلت برسالة من إبنها، ولم تجد من يقرؤها لها، وهي قافلة إلى بيتها، رمقت رجلا مهيبا يعتمر عمامة على رأسه، ممتطيا صهوة جواد كميت اللون، الجواد وراكبه في تناسق تام في الهيبة والمظهر، في نفسها قالت لا أحد يمكن أن يقرأ مافي هذه الرسالة غير هذا الرجل من الأكابر، توجهت إليه أقرأته السلام، فرد عليها بتحية أحسن من أختها، وبدون مقدمات أفصحت له عن طلبها، صاحب العمامة بدوره لم يكن من العاجزين، قبل طلبها على الفور، ولكن إنكشف أمره عندما أمسك بقراءة الرسالة مقلوبة على رأسها، ففطنت المرأة بان أبهة الرجل تخفي غابة من الجهالة. في لمح البصر خطفت من يديه رسالتها قائلة "لي يشوفك بالعمامة وهكذا تقول العالم وانت أمي" فما كان للشيخ إلا أن نزع عمامته من رأسه ووضعها فوق رأس المرأة مخاطبا إياها "وقراها دبا بقات فالعمامة". المغزى من الحكاية ليس هو سي عبد السلام، ولا أبهة سيدي عبد السلام التي لا تناقش كما أسلفت، ولكن الخطأ في من أوحى أن يوصل الأخير الرسالة، وكما قرأ صاحب العمامة الرسالة من أسفل إلى الأعلى كذالك سي عبد السلام قرأ الرسالة من أسفل إلى الأعلى والمصيبة بإسم ساكنة طنجة، وكأن عروسة الشمال عاقر لم تنجب إلا ... وفي نفس السياق وبخصوص تنزيل ميثاق طنجة أختير شعار "كنبغي طنجة وعليها كنلتزم" وفي أول خطوة لإنزال هذا الميثاق ظهر أن هذا الحب "المغشوش" ووجه الغش فيه أن من يدعي حب طنجة لايأتي بمن يضحك على واحد من أبنائها ويجعله مادة للسخرية وصلت عدد متابعيه على اليوتوب بالألاف، ومع إختلاط الوجوه حول هذا الميثاق هناك من طلب بتغيير شعار من "كنبغي طنجة وعليها كنلتزم" إلى " كنبغي خبز أمي وعليه كنلتزم" حيث ظن البعض أن من يسهر على تنزيل الميثاق طنجة هو مرسيل خليفة بزيتون وخبز أمه، بحيث الكل يتسابق على أخذ الصور معه مع إحترامنا الكبير له ولخبزه. هكذا إذن تم تنزيل ميثاق طنجة على رؤوس ساكنة طنجة ليبقى السؤال اللغز ماهي الرسائل التي يود توصيلها عن طريق إختيار شخصية سي عبد السلام هل فعلا هو الرجل المناسب لإنزال هذا الميثاق؟ أم فحوى هذا الميثاق أنيق مثل سي عبد السلام؟ أم لا يوجد رجل رشيد "طنجاوي" يشرفنا بإنزال هذا الميثاق ليكون في مستوى طنجة الكبرى. تحية لسي عبد السلام ودمت أنيقا في إنتظار طنجة أنيقة مثلك كما تتمنى "الشريف".