كثيرا ما سمعت عن "السماوي" و أخواته خصوصا "الجاوي" ... بل مرارا وتكرارا ما كانت الوالدة تحذرنا من الأكل من يد الغرباء، خصوصا حينما يصل إلى مسامعها خبر إختطاف طفل أو إغتصاب أخر عن طريق الإخوة السماوي والجاوي، هكذا كبرنا "منكريين" حتى إستقام عودنا وخرجنا بسلام من المدينة القديمة بتعادل ولكنه بطعم الفوز. القصة ومافيها ... كنت شديد التعلق بالرؤى والمنامات، وكان هذا التعلق يزداد كلما رأيت رؤيا وجاءت في الصباح كماهي بقدها وقديدها، ومما زادا في الطين بلة وفي الطنبور رنة، يوم رأيت نفسي في المنام ساجدا ببيت الله الحرام، لأعتمر بعدها بعشرة أيام من تاريخ الرؤيا، حتى صرت مؤمنا بالرؤيا رأي العين. حصل ذات يوم في طريق عودتي للبيت أن إلتقيت بقريب لي رفقة أحد الأشخاص، سلمت عليهم بتحية الاسلام وردوا علي بتحية لا اذكر بجنسها أو بأحسن منها، ليقفز إبن عمي للتعريف بالرجل الذي معه. جاء في تقديمه أنه فقيه من سلالة كذا وكذا ... ومما زاد في حسم إنتسابه للفقه والفقهاء وهو منهم براء تطويق عنقه بسبحة تدور على عنقه دورتين كامليتن، المهم كنت للتو رجعت من العمرة، ونشطت أيما نشاط لهذا "الفقيه". بعد تعارف دام ساعتين وبما أنني من أصحاب "القيلولة" لم أقيل ذالك المساء، فلم أتوقف عن التأوه ... بادرني الفقيه بالسؤال ربما اسي يوسف فيك عين، هذه الجملة السحرية التي نعشقها جميعا، كانت هي المفتاح الذي سيدخل منه الفقيه، وبلغة الواثق من فقهه عفوا من سحره قال لي لا عليك فقط يكفي ترديد بعض الكلمات والناس نيام تتبعه بشرب كأس من الماء سأكتب لك فيه ماتيسر وستتعافى بإذن الله. فجأة صدح صوت أذان المغرب، ركنت السيارة أمام الجامع، ونزلت مسرعا للحاق بالجماعة، حرصي على صلاة المغرب في الجماعة قابلها فقيهنا ببرودة، ردت فعله كانت بمثابة إشارة لي إلتقطتها في لمح البصر. بعد الانتهاء من الصلاة قفلنا راجعين، وفي خضم الحديث عن الرؤى والمنامات حدثني برؤيا عجيبة لا يقبلها عقل سليم، ومع الرؤيا وتململه للحاق بالصف الأول رفقة الجماعة، تعضدت الأدلة عندي بأن هذا الفقيه من مستعملي السماوي ولا علاقة له بأهل العلم ولا بالعلم لا من قريب ولا من بعيد. كثيرا ما كنت أظن مني "كتفرق" ولكن لولا الألطاف الإلهية والأخذ بالأسباب خصوصا أذكار الصباح والمساء لكنت نسيا منسيا. ودعت صاحبنا وفي نيتي التخلص منه على الأبد، وقبل نزوله من السيارة ذكرني بقضية "العين" مدني بورقة فيها بعض الأذكار لأول مرة أسمع بها، أذكار مبتورة عن سياقها، إضافة لقنينة ماء لونها يميل للصفرة، مع التقيد بوقت الدواء حتى يكون أنفع حسب قوله ... قبل الفجر. لاأدري إلى اليوم كيف إقتفيت أثره، طبقت تعاليمه حد القدة بالقدة ، قمت من الليل أخذت الأذكار شرعت بترديدها، فجأة أحسست بيدي اليسرى ترتفع بدون سابق إنذار، حينها أدركت أنني قاب قوسين أو أدنى من الوقوع في شراك "السماوي" أخذت أحوقل وأردد اية الكرسي بقلب خاشع، حتى عادت يدي اليسرى لطبيعتها، أما قنينة الماء أرقتها في ثقبة الكنيف ... لأخرج سالما معافى من تجربة ربما أحسد عليها ...