– محسن الصمدي: "التحول".. هو الوصف الذي إختاره الشاعر والمترجم المغربي مبارك وساط كعنوان لترجمته الجديدة لرائعة الكاتب الألماني "فرانتس كافكا " "المسخ" ، والتي احتضن فضاء مؤسسة محمد شكري بمدينة طنجة، مساء أمس الجمعة، حفل توقيعها. وأكد مبارك وساط، أنه ورغم وجود العديد من الترجمات السابقة لهذه الرواية، التي تعتبر من أشهر أعمال القرن العشرين وأكثرها تأثيرا، إلا أنها لم تحقق المراد ولم تتمكن من إيصال الفكرة التي أراد "كافكا" أن يوصلها إلى المتلقى، الأمر الذي دفعه إلى التفكير في إعادة ترجمتها مرة أخرى. وأضاف وساط، في تصريح لصحيفة "طنجة 24" الإخبارية، أن الرواية التي نُشرت لأول مرة عام 1915 بألمانيا، تعتبر من روايات الكابوسية، حيث يطغى عليها الطابع "الإستعراضي" من أول فقرة، فنجد فيها تحول البطل إلى حشرة عملاقة، مما يخلق له مشاكل جمة مع عائلته ومحيطه، ويتسبب في الأخير بموته. من جهته أكد عبد الإله المويسي، رئيس فرع إتحاد كتاب المغرب بمدينة القصر الكبير، أن وساط قام بترجمة هذه الرواية عبر إستخدامه لأسلوب الإستعارة، حيث إختار لها إسم "التحول" عوض "المسخ" الذي جاء في الترجمات السابقة، وهو ما يعكس الحدث الرئيسي فيها، فإنقلاب البطل إلى حشرة كان تحولا شكليا فقط ولم يتحول إلى مسخ. وأردف المويسي، أن ترجمة وساط تعتبر تجربة رائدة على المستوى الأدبي، إستطاع من خلالها التفوق على نظيراتها الشرقية، حيت إحتوت على ألفاظ ذات حمولة ثقافية ومعرفية أكثر، عكس الأخريات اللواتي تعاملن مع الترجمة بشكل معجمي صرف. وفي نفس السياق، أوضح عبد اللطيف بنيحيى، رئيس مؤسسة محمد شكري بمدينة طنجة، أن هذا النشاط يدخل في إطار إنفتاح هذه الأخيرة على مختلف الإبداعات الأدبية على الصعيد المغربي، حيث أن المؤسسة لن تقوم فقط بإحتضان الأنشطة المتعلقة بالكاتب الراحل محمد شكري، بل ستنفتح على مختلف الأنشطة الثقافية الإبداعية ذات الطابع المتوسطي الكوني. ويعتبر مبارك وساط، المزداد سنة 1955 بمدينة اليوسفية، من التجارب الشعرية البارزة في المغرب، بالإضافة إلى إبداعاته في الترجمة الأدبية، حيث صدر له في الشعر كل من “على دَرَج المياه العميقة” سنة 1990، وو”مَحفوفًا بأرخبيلات”، يليه “راية الهواء” سنة 2001، و”فراشة من هيدروجين سنة 2008، و”رجل يبتسم للعصافير” في 2011، أما في ترجمة فنجد "نادجا" لأندري بريتون، و"التحول" لفرانتس كافكا.