خرج بعض شباب طنجة الغيورين على اليتم الأمني الذي صارت تعيشه مدينتهم للتعبير عن رقيهم، إذ اجتمعوا بعد أن ضربوا مواعيد عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي للإفصاحِ عن امتعاظهم من الحالة الأمنية المتردية التي تعيشها المدينة، إذ بين ساعة وأخرى نسمع ب"الكريساج" و استخدام الأسلحة البيضاء لترويع أمن الناس الذين آمنهم الله من خوف. هذه المبادرات الشبابية الراقية التي تنم عن روح وطنية عالية، وعن إحساس بالمسؤولية تجاه المحيط المعيش، يتوجب على الدولة أن ترعاها، وتنمي حسها لدى الجميع حتى يساهموا رفقة مؤسساتها على التقليل من الجريمة والتخويف والترهيب، إلا أن الصدمة" كانت قوية" حيث تم تطويق هذه الوقفة بأحزمة من مكبرات الصوت التي تنفث أصواتا مرتفعة مزعجة، وبمجموعات فلكلورية ضج بها المكان من أجل الإجهاز على الصوت الشبابي الذي لم يستطع صوته أن يخترق الغلاف الضجيجي الذي خيم على ساحة الأمم. متى سيتم إخراس تجوال "الشمكارة"، والمعربدين، وخارقي القانون ؟ هل نريد مواطنا صنما لا يشعر ولا يتفاعل مع قضاياه؟ هل هذا هو الوطن الذي نبتغيه، يكفل حق التظاهر من أجل أساسيات العيش؟ لماذا يتم اللجوء إلى هذه المكائد من أجل كتم الصوت الحر؟ أسئلة أتمنى أن يجاب عنها.