حدثني العقرب يوم 29 يوليوز 2015، قال: "إذا شعرت بضغط أو صداع في رأسك، عليك أن تأخذ فسحة من الوقت للراحة، وقم بعمل أي نشاط بدني لتنظيم النفس (بفتح الفاء) ونبضات القلب... تساعدك الرياضة على التفكير بطريقة أكثر عقلانية، خاصة عند اتخاذ القرارات..." اتجهت، رأساً، إلى غابة "الميريكان" (غابتنا) وتركت الملك يخاطب الشعب ويقول له: من حق جميع المواطنين أن يستفيدوا من خيرات الوطن...ارتحت كثيراً لهذا الكلام ونمت تحت شجرة وارفة الظلال نوماً عميقاً حتى انتفخت مني العينان وازدادتا "تبرققاً" (من البرقوق).. أنا الآن صاحٍ.. في كامل قواي البدنية.. قلبي ينبض برتابة.. أقل من 60 نبضة في الدقيقة.. أحاول ألا أسرح بالتفكير بعيداً.. خاصة في الماضي.. ولا أستطيع.. الماضي الذي أريد اعتباره فائتاً يستبد بي ويطغى عليّ بحضوره.. مهما حاولت، أنا قطعة من الماضي.. ولو أن الماضي فات، لا شمعة في الأفق تضيء طريق المستقبل.. السواد مرة أخرى.. يا نفسي يا أنا، فكر في كلام العقرب، لا تتسرع في اتخاذ أي قرار.. المغرب يتغير.. والملك نفسه يتكلم مع الشعب بصراحة عن الجزء الفارغ من كأس الوطن.. وإن غداً لناظره قريب.. صدقني يا بعضي الآخر: إن غدي يبدو لي بعيداً بعيداً.. وإحساسي بالظلم فات المدى، وما عاد الكلام المرصع والحرف البرّاق يفي بالغرض... وإذا لم أخالف كلام هذا العقرب الذي يرقدني في العسل الاصطناعي فإني سأنفجر.. وبني مكادة أقرب إليّ من أي منفى.. وإن كان على الرياضة، فإن جزءً كبيراً من حياتنا المأسوف على ذهابها مع الريح قضيناه في رحابها الشاسعة.. ودروب الطفولة وحواري الفتوة ومغارات الشباب شاهدة على أيام القوة والعزيمة والأنفة والسن بالسن والبادئ أظلم... ومن أين لي بهذا الصبر المسيحي لكي أعطي خدّي الثاني لمن سولت له نفسه أن يوجه لي صفعة على الخد الأول.. يقول لي، أبو سمٍّ (العقرب برجي المحتوم): عليك أن تأخذ فسحة من الوقت للراحة.. وأقول له: ها أنا نمت نومة الميت في الغابة البعيدة وأخذت قسطاً وافراً من الراحة، لكني لن أستطيع مقاومة إحساسي بالظلم ما لم تقطع اليد التي تمتد إليّ، حاجبة الرؤية عن المقبل من أيامي.. وإذا ما استطعت صبراً سأواصل حديثي مع العقرب.. إما أن يمحيني من الوجود، إن استطاع، وإلا نزعت منه السم وتركته نجماً بالياً منطفأً لا يصلح لشيء... وبعدها يكون الذي يكون.. ولن أقبل أن أكون كائناً خرافياً موجوداً وغير موجود في آن.. نلتقي