إلبايس - سان جاليت (ترجمة: محمد سعيد أرباط): من ساحة المشوار بطنجة تبدو اسبانيا في متناول اليد، هنا وفي هذا المحيط يوجد كل شيء، الثقافات المختلفة والرغبات المتنوعة والحياة بمختلف أشكالها ومن مختلف بقاع العالم تلتقي كل يوم في طنجة، وكما عبر عنها الكاتب الأمريكي بول بولز في هذه الجملة "طنجة أكثر نيويوركية من نيويورك". نحن الآن في المدينة القديمة، حيث السحر الخالد بين أزقتها ودروبها المتداخلة فيما بينها، وعند النزول عبر شارع القصبة يمكن أن تتنفس الهدوء والجمال ثم الهرج والاضطراب في الآن نفسه، وبعيدا عن المدينة القديمة فإن التجديد واضح على طنجة، في محلاتها التجارية والمشاريع التي يتم انجازها، إن المستقبل يبدو مشرقا هنا. في السواق البراني نرى هناك مبنى سينماتيك الذي أسس من طرف ايتو برادة، هو ليس أول مكتبة أفلام بالمغرب ولكنها تستأثر بالعديد من الأنشطة والحفلات والأحداث السينمائية بمختلف أنواعها. توقفنا لحظة استراحة قصيرة في هذا المكان عند متجر شهيوات دارنا، الذي يصنع أنواعا مختلفة من الحلويات، ذقنا بعض الحلويات باللوز وشربنا أكوابا لذيذة من الشاي أعدت على يد شاب يتقن صنعه بشكل جيد. ثم بعد هذا كانت وجهتنا إلى السوق، وهذه المرة سوق كاسابراطا الشهير في طنجة، في هذا السوق يمكن أن تتحول إلى باحث عن شيء لشرائه دون أن تكون لك في الحقيقة أي رغبة في شراء شيء، لكن في الأخير تضطر إلى شرائه كأنه أمر ضروري. ولا يجب أن ننسى دائما ان طنجة هي البحر، فقمنا على الفور بركوب طاكسي وكانت وجهتنا شاطئ سيدي قاسم، هناك تغرق قدميك كثيرا في الرمال قبل أن تصل إلى أمواج المحيط لتستمتع بمنظر غروب الشمس، التي تبدو لك أنك قريب منها وبعيد عن صخب المدينة. إنك هنا تشعر كأنك في وسط العالم، في قبالتك قارة أوربا وخلفك قارة افريقيا، وهذ الشعور لا يمكن أن تشعر به إلا هنا، في طنجة التي اجتمع فيها كل شيء حتى كانت أكثر نيويوركية من نيويورك حسب بول بولز.