بعد سلسلة من حوادث "إحراق الذات"، آخرها طنجة، توحد خطباء الجمعة، في إلقاء خطبة نصت عليها وزارة الأوقاف، ضمن مراسلة وجهتها إلى جميع المندوبين الجهويين للشؤون الإسلامية بالبلاد، حول موضوع ''تحريم إحراق الذات''. وانطلق الخطباء، زوال اليوم الجمعة، من عدة آيات قرآنية تحذر من قتل النفس، على رأسها قوله تعالى "ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما"، مع دعوة المؤمنين إلى الصبر على ما يواجهونه من محن ورزايا مصداقا للآية الكريمة "واستعينوا بالصبر والصلاة". وحسب نص الخطبة، فإن الانتحار حرقا يعتبر في خانة قتل النفس الذي حرمه الله، معتبرة أن القائم بهذا الفعل مصيره إلى النار، "وإن الإقبال على هذا الجُرم دليل على ضعف الإيمان". وأثارت الخطبة التي جاءت بعد أقل من أسبوع على حادثة إحراق سائق تاكسي لجسده بمدينة طنجة، ردود فعل في أوساط عديدة، لاسيما تلك التي اعتبرت أن الخطبة تجاهلت الشق المرتبط الأسباب والحيثيات التي أدت بالضحايا لإحراق ذواتهم. وحسب المنتقدين، فإن إلقاء الخطوة بهذا الشكل، يعتبر إدانة للضحايا الذين دفعتهم أسباب عديدة إلى القيام بهذا الفعل، مثلما حصل مع سيدة عمدة إلى إنهاء حياتها حرقا بعد أن صادر رجل سلطة بضاعتها التي كانت تبيعها في سوق شعبي بالقنيطرة. الصحافي أنس عياش كتب على صفحته الشخصية في موقع الفيسبوك، معتبرا أنه "في أبشع استغلال للدين من طرف الدولة، عمّمت وزارة الأوقاف خطبة حول ظاهرة الانتحار حرقا، التي انتشرت في المغرب في الآونة الأخيرة." مضيفا أن على المدافعين عن حقوق الإنسان أن يسجلوا احتكار المساجد من طرف السلطة ضمن الانتهاكات والتضييق على حرية التعبير.