مع مرور السنوات وتعاقب الأحداث، نكتشف أن الشعار الذي تعرفه فرنسا "حرية مساوة إخاء" مجرد شعار، كشعارات إتصالات المغرب بالشواطئ المغربية في فصل الصيف، كإمراة بحفل زفاف تمضغ علكا لتجزية الوقت إلى حين أن تطفن عليهن النادلات مما ملح من الاكل وحمض من شراب. شعار الحرية والمساواة والاخاء الذي تتبناه فرنسا، كباقي اليافطات التي ترفع فوق الشركات لعموم الزبائن أيام التخفيضات من أجل الاسراع للتسوق قبل إنتهاء تاريخ الصلاحية، فالحرية والمساواة والاخاء أصبحت مواد قيمية قابلة للعرض والطلب بل تخضع لهما حسب الاحداث. وانت تتابع ما يجري ببلاد الانوار، من تضييق على الفكر المخالف بالخصوص الاسلامي، لا يسعك إلا ان تقر أننا أكثر علمانية من فرنسا، أكثر حرية مع المخالف بغض النظر عن دينه وعرقه ولونه وأكثر مساواة وإخاءا وعلى فرنسا أن تأخذ دروسا في الدعم والتقوية منا في كيفية التعامل مع الأخر. فأين الحرية حينما ينتزع من امرأة حجابها، أو ليست الحرية عندكم كالعجلة تتوقف لتستأنف حرية الاخر في الدوران، لماذا العجلة لا تستأنف الدوران عندما يكون الاخر مسلما؟ لماذا توضع العصيدة في العجلة عندما يكون المخالف يرى الحرية ليست فقط فيما فوق وتحت السرة؟ لماذا تسود وجوه القوم عندما تمتحن الحرية بعقر دارهم علما أن الحرية أنثى "وإذا بشر أحدهم بالأنثى اسود وجهه وهو كظيم". بأي حق توأد الحرية بشواطئ نيس؟ وأين هم دعاة العلمانية الذين يصبحون ويمسون علينا بضروة الأخذ من فرنسا كل الشيء بما فيها طريقة التفكير والاكل والشرب والنكاح واللباس، لماذا يضربون على أفواههم أحزمة الصمت عندما يرون علمانيتهم تكيف بحسب الأوطان والعرق واللون والمعتقد. إن العلمانية التي طالما صدعوا رؤوسنا بها حد "الشقيقة"، وبأنها هي الحل للخروج من نفقنا المظلم، أتبتث الأحداث سواء حين تم إقرار قانون منع الحجاب بالمدارس أو اليوم من خلال الصورة المتداولة للمرأة المحجبة وهي تخلع ملابسها، أن العلمانية سلعة ضيزى، كأي سلعة تنتهي صلاحيتها، لا تثبت على أرض الواقع، ويوم تثبت يكون حينها لكل مقام مقال. تخيل لو أن سائحة شقراء قدت من ذهب، ممدة كحورية البحر بشواطئنا تستمتع بأشعة الشمس، وفجأة وقف على راسها اربعة شداد غلاظ وأمروها بأن ترمي على جيدها ما يواري سوأتها وتم تداول الصورة على مواقع التواصل الاجتماعي، كل شيء يحق لك حينها أن تتوقعه، وربما ترسل كتيبة سرية خاصة لتحرير الرهينة "رهينة الحرية" تماما كما تم تحرير إبنة خالد السكاح منه بدعوى مثل هذه الدعاوي السخيفة التي لا تصمد حتى بالنفخ على الرابوز. خلاصة القول اننا أكثر حرية ومساوة وعلمانية ممن يتبنى هذا الشعار ومن يعيش في الغرب يعرف هذا القول حق المعرفة. دمتم علمانيين على طريقتنا.